ذلك عمر فشاور المسلمين (١) ، فقال عليّ رضياللهعنه : أنت أفضلنا رأيا وأعلمنا بأهلك. فقال : لأستعملنّ على النّاس رجلا يكون لأوّل أسنّة يلقاها ، يا سائب اذهب بكتابي هذا إلى النّعمان بن مقرّن ، فليسر بثلثي أهل الكوفة ، وليبعث إلى أهل البصرة ، وأنت على ما أصابوا من غنيمة (٢) ، فإن قتل النّعمان فحذيفة الأمير ، فإن قتل حذيفة فجرير بن عبد الله ، فإن قتل ذلك الجيش فلا أراك (٣).
وروى علقمة بن عبد الله المزنيّ ، عن معقل بن يسار أنّ عمر شاور الهرمزان في أصبهان وفارس وأذربيجان بأيّتهنّ يبدأ ، فقال : يا أمير المؤمنين أصبهان الرأس ، وفارس وأذربيجان الجناحان ، فإن قطع أحد الجناحين مال الرأس بالجناح الآخر ، وإن قطعت الرأس وقع الجناحان ، فدخل عمر المسجد فوجد النّعمان بن مقرّن يصلّي فسرّحه وسرّح معه الزّبير بن العوّام ، وحذيفة بن اليمان ، والمغيرة بن شعبة ، وعمرو بن معديكرب ، والأشعث بن قيس ، وعبد الله بن عمر ، فسار حتّى أتى نهاوند ، فذكر الحديث إلى أن قال النّعمان لمّا التقى الجمعان : إن قتلت فلا يلوي عليّ أحد ، وإنّي داع بدعوة فأمّنوا. ثمّ دعا : اللهمّ ارزقني الشّهادة بنصر المسلمين والفتح عليهم ، فأمّن القوم وحملوا فكان النّعمان أوّل صريع (٤).
وروى خليفة (٥) بإسناد قال : التقوا بنهاوند يوم الأربعاء فانكشفت مجنبة
__________________
(١) عند خليفة : «فشاور المسلمين فاختلفوا ، ثم قال عليّ : يا أمير المؤمنين ابعث إلى أهل الكوفة فليسر ثلثاهم وتدع ثلثهم في حفظ ذراريهم ، وتبعث إلى أهل البصرة. فقال : أشيروا عليّ من أستعمل فيهم فقالوا : يا أمير المؤمنين أنت أفضلنا رأيا ...».
(٢) في تاريخ خليفة زيادة : «ولا ترفع إليّ باطلا ، ولا تحبس عن أحد حظّا هو له».
(٣) تاريخ خليفة ١٤٧ ، ١٤٨ ، فتوح البلدان ٢ / ٣٧٣.
(٤) تاريخ خليفة ١٤٨ ١٤٩ ، وانظر : فتوح البلدان ٢ / ٣٧٢.
(٥) في التاريخ ١٤٨.