المسلمين اليمنى شيئا ، ثم التقوا يوم الخميس فثبتت الميمنة وانكشف أهل الميسرة ، ثم التقوا يوم الجمعة فأقبل النّعمان يخطبهم ويحضّهم على الحملة ففتح الله عليهم.
وقال زياد الأعجم : قدم علينا أبو موسى بكتاب عمر إلى عثمان بن أبي العاص : أمّا بعد ، فإنّي قد أمددتك بأبي موسى ، وأنت الأمير فتطاوعا والسّلام. فلمّا طال حصار إصطخر بعث عثمان بن أبي العاص عدّة أمراء فأغاروا على الرّساتيق (١).
وقال ابن جرير (٢) في وقعة نهاوند : لمّا انتهى النّعمان إلى نهاوند في جيشه طرحوا له حسك الحديد ، فبعث عيونا فساروا لا يعلمون بالحسك (٣) ، فزجر بعضهم فرسه وقد دخل في حافره حسكة ، فلم يبرح ، فنزل فإذا الحسك ، فأقبل بها ، وأخبر النّعمان ، فقال النّعمان : ما ترون؟ فقالوا : تقهقر حتّى يروا أنّك هارب فيخرجوا في طلبك ، فتأخّر النّعمان ، وكنست الأعاجم الحسك وخرجوا في طلبه (٤) فعطف عليهم النّعمان وعبّأ كتائبه وخطب النّاس وقال : إن أصبت فعليكم حذيفة ، فإن أصيب فعليكم جرير البجليّ ، وإن أصيب فعليكم قيس بن مكشوح ، فوجد المغيرة في نفسه إذ لم يستخلفه ، قال : وخرجت الأعاجم وقد شدّوا أنفسهم في السلاسل لئلّا يفرّوا ، وحمل عليهم المسلمون ، فرمي النّعمان بسهم فقتل ، ولفه أخوه سويد بن مقرّن في ثوبه وكتم قتله حتّى فتح الله تعالى عليهم ، ودفع الراية إلى حذيفة.
__________________
(١) تاريخ خليفة ١٥٠.
(٢) في تاريخ الرسل والملوك ٤ / ١١٥.
(٣) لم ترد كلمة «الحسك» في الأصل ولا في نسخة دار الكتب ، ولا النسخة (ح) ، والإستدراك من المنتقى لابن الملّا ، وتاريخ الطبري.
(٤) «في طلبه» لم ترد في الأصل ولا في نسخة دار الكتب ، وأثبتناها من المنتقى لابن الملّا ، وتاريخ الطبري.