وقال الوليد بن مسلم ، وعمر بن عبد الواحد : ثنا صدقة أبو معاوية ، عن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصّديق ، عن يزيد الرقاشيّ ، عن أنس أنّ فاطمة أتت أبا بكر فقالت : قد علمت الّذي خلّفنا عنه من الصّدقات أهل البيت. ثم قرأت عليه (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ) (١) إلى آخر الآية ، فقال لها : بأبي وأمّي أنت ووالدك وولدك ، وعليّ السمع والبصر كتاب الله وحقّ رسوله وحقّ قرابته ، وأنا أقرأ من كتاب الله مثل الّذي تقرئين ، ولا يبلغ علمي فيه أن أرى لقرابة (٢) رسول الله صلىاللهعليهوسلم هذا السّهم كلّه من الخمس يجري بجماعته عليهم ، قالت : أفلك هو ولقرابتك؟ قال : لا ، وأنت عندي أمينة مصدّقة ، فإن كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم عهد إليك في ذلك عهدا ووعدك موعدا أوجبه لك حقّا وسلّمته إليك ، قالت : لا ، إلّا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين أنزل عليه في ذلك قال : أبشروا آل محمد فقد جاءكم الغنى.
فقال أبو بكر : صدقت فلك الغنى ، ولم يبلغ علمي فيه ولا بهذه الآية أن يسلّم هذا السّهم كلّه كاملا ، ولكن لكم الغنى الّذي يغنيكم ، ويفضل عنكم ، فانظري هل يوافقك على ذلك أحد منهم ، فانصرفت إلى عمر فذكرت له كما ذكرت لأبي بكر ، فقال لها مثل الّذي راجعها به أبو بكر ، فعجبت وظنّت أنّهما قد تذاكرا ذلك واجتمعا عليه.
وبالإسناد إلى محمد بن عبد الله ـ من دون ذكر الوليد بن مسلم ـ قال : حدّثني الزّهريّ قال : حدّثني من سمع ابن عبّاس يقول : كان عمر عرض علينا أن يعطينا من الفيء بحقّ ما يرى أنّه لنا من الحقّ ، فرغبنا عن ذلك
__________________
(١) سورة الأنفال ـ الآية ٤١.
(٢) في نسخة (ح) «أن لذي قرابة رسول الله صلىاللهعليهوسلم».