رأيته؟ قال : رأيته كالبرد المحبّر (١). رواه سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة مرسلا ، وزاد : طريقة سوداء وطريقة حمراء ، قال : قد رأيته. قلت : يريد حمرة النّحاس وسواد الحديد.
سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة ، يروي ذلك عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : إنّ يأجوج ومأجوج يحفرونه كلّ يوم ، حتى إذا كادوا أن يروا شعاع الشمس قال الّذي عليهم : ارجعوا فستحفرونه غدا ، فيعيده الله كأشدّ ما كان ، حتّى إذا بلغت مدّتهم (٢) حفروا ، حتى إذا كادوا أن يروا الشمس قال الّذي عليهم : ارجعوا فستحفرونه إن شاء الله غدا ، فيعودون إليه كهيئته حين تركوه فيحفرونه ، فيخرجون على النّاس (٣) ، ويتحصّن النّاس منهم في حصونهم ، فيرمون بسهامهم إلى السماء فترجع فيها كهيئة الدماء ، فيقولون : قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء ، فيبعث الله نغفا (٤) فيقتلهم بها (٥).
وذكر ابن جرير في تاريخه من حديث عمرو بن معديكرب عن مطر بن ثلج (٦) التميميّ قال (٧) : دخلت على عبد الرحمن بن ربيعة بالباب وشهريران (٨) عنده ، فأقبل رجل عليه شحوبة حتى دخل على عبد الرحمن
__________________
(١) ذكره الإمام البخاري تعليقا ، كما في (البداية والنهاية لابن كثير ٧ / ١٢٤). وقال ابن كثير في تفسيره : (هذا حديث مرسل) ، وبسط القول في أحاديث السّدّ في سورة الكهف.
(٢) زاد في «سنن ابن ماجة» : «وأراد الله أن يبعثهم على الناس».
(٣) زاد في «سنن ابن ماجة» : «فينسفون الماء».
(٤) النّغف : بالتحريك : دود. (النهاية لابن الأثير).
(٥) رواه ابن ماجة في الفتن (٤٠٨٠) باب طلوع الشمس من مغربها ، وأحمد في المسند ٢ / ٥١٠ ، ٥١١ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٢ / ٢.
(٦) في النسخة (ع) : «بلج» وهو تصحيف. والصواب في الأصل وتاريخ الطبري.
(٧) تاريخ الطبري ٤ / ١٥٩.
(٨) في تاريخ الطبري «شهربراز».