بها قوم يتكلّمون بالعربية [والفارسية ، مسلمون (١) يقرءون القرآن ، لهم مساجد وكتاتيب ، فسألونا ، فقال] : نحن رسل أمير المؤمنين ، فأقبلوا يتعجّبون ويقولون : أمير المؤمنين! فنقول : نعم ، فقالوا : شيخ هو أم شاب؟ قلنا : شاب ، فقالوا : أين يكون؟ فقلنا : بالعراق بمدينة يقال لها سرّ من رأى ، فقالوا : ما سمعنا بهذا قطّ (٢).
ثم صرنا إلى جبل أملس ليس عليه خضراء ، وإذا جبل مقطوع بواد عرضه مائة (٣) ذراع ، فرأينا عضادتين مبنيّتين ممّا يلي الجبل من جنبتي الوادي عرض كلّ عضادة خمسة وعشرون ذراعا ، الظاهر من تحتها عشرة أذرع خارج الباب ، وكلّه بناء بلبن من حديث مغيّب في نحاس (٤) في سمك خمسين ذراعا ، قد ركب على العضادتين على كلّ واحدة بمقدار عشرة أذرع في عرض خمسة ، وفوق الدروند بناء بذلك اللّبن الحديد إلى رأس الجبل ، وارتفاعه مدّ البصر ، وفوق ذلك شرف حديد لها قرنان يلج كلّ واحد منهما إلى صاحبه ، وإذا باب حديد له مصراعان مغلقان عرضهما مائة ذراع في طول مائة ذراع في ثخانة خمسة أذرع. وعليه قفل طوله سبعة أذرع في غلظ باع ، وفوقه بنحو قامتين غلق طوله أكثر من طول القفل ، وقفيزاه كلّ واحد منهما ذراعان ، وعلى الغلق مفتاح معلّق طوله ذراع ونصف ، في سلسلة طولها ثمانية أذرع ، وهي في حلقة كحلقة المنجنيق.
__________________
(١) في نهاية الأرب «وأهلها مسلمون».
(٢) في نهاية الأرب زيادة : «فسألناهم عن إسلامهم من أين وصلهم ومن علّمه لهم؟ فقالوا : وصل إلينا منذ أعوام كثيرة رجل راكب على دابّة طويلة العنق طويلة اليدين والرجلين ، لها في موضع صلبها حدبة ، (فعلمنا أنّهم يصفون الجمل) قالوا : فنزل بنا وكلّمنا بكلام فهمناه ، ثم علّمنا شرائع الإسلام فقبلناها ، وعلّمنا أيضا القرآن ومعانيه فتعلّمناه وحفظناه».
(٣) في نهاية الأرب «عرضه مائة وخمسون ذراعا».
(٤) في «المسالك والممالك ص ١٦٥» زيادة : «تكون اللّبنة ذراعا ونصفا في ذراع ونصف في سمك أربع أصابع ، ودروند حديد طرفاه على العضادتين طوله مائة وعشرون ذراعا».