سنة ثلاث وعشرين
فيها : بينما عمر رضياللهعنه يخطب إذ قال : (يا سارية الجبل) ، وكان عمر قد بعث سارية بن زنيم الدّئليّ إلى فسا ودارا بجرد (١) فحاصرهم ، ثمّ إنّهم تداعوا وجاءوه من كلّ ناحية والتقوا بمكان ، وكان إلى جهة المسلمين جبل لو استندوا إليه لم يؤتوا إلّا من وجه واحد ، فلجئوا إلى الجبل ، ثم قاتلوهم فهزموهم. وأصاب سارية الغنائم فكان منها سفط جوهر ، فبعث به إلى عمر فردّه وأمره أن يقسّمه بين المسلمين ، وسأل النّجّاب أهل المدينة عن الفتح وهل سمعوا شيئا ، فقال : نعم (يا سارية الجبل الجبل) وقد كدنا نهلك ، فلجأنا إلى الجبل ، فكان النّصر. ويروى أنّ عمر سئل فيما بعد عن كلامه (يا سارية الجبل) فلم يذكره (٢).
__________________
(١) هكذا في الأصل ، والأنساب للسمعاني ٥ / ٢٤٢ ، وقد يسقطون الألف عنها. (الأنساب ٥ / ٢٩٢) وهي في بلاد فارس.
(٢) أخرجه البيهقي في دلائل النّبوّة ، وكذلك أبو نعيم ، واللالكائيّ في «شرح السّنّة» ، وابن عساكر في تاريخ دمشق (التهذيب ٦ / ٤٦) ، وابن الجوزي في مناقب عمر ـ ص ١٧٢ ، ١٧٣ ، وابن الأثير في أسد الغابة ٢ / ٢٤٤ ، والواقدي في فتوح الشام ٢ / ٤٢ ، وقال ابن حجر في الإصابة ٢ / ٣ : «أخرج القصة الواقديّ عن أسامة بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عمر ، وأخرجها سيف مطوّلة عن أبي عثمان ، وأبي عمرو بن العلاء ، عن رجل من بني مازن .. والدير عاقولي في فوائده ، وابن الأعرابي في كرامات الأولياء ، من طريق ابن وهب ، عن يحيى بن =