فسأله مسروق : من الباب؟ قال : الباب عمر. أخرجه البخاريّ (١).
وقال إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف : أتي عمر بكنوز كسرى ، فقال عبد الله بن الأرقم : أتجعلها في بيت المال حتى تقسمها؟ فقال عمر : لا والله لا آويها إلى سقف حتى أمضيها ، فوضعها في وسط المسجد وباتوا يحرسونها ، فلمّا أصبح كشف عنها فرأى من الحمراء والبيضاء ما يكاد يتلألأ ، فبكى فقال له أبي : ما يبكيك يا أمير المؤمنين فو الله إنّ هذا ليوم شكر ويوم سرور! فقال : ويحك إنّ هذا لم يعطه قوم إلّا ألقيت بينهم العداوة والبغضاء.
وقال أسلم مولى عمر : استعمل عمر مولى له على الحمى فقال : يا هنيّ اضمم جناحك عن المسلمين واتّق دعوة المظلوم فإنّها مستجابة ، وأدخل ربّ الصّريمة والغنيمة ، وإيّاي ونعم ابن عوف ونعم ابن عفّان فإنّهما إن تهلك ماشيتهما يرجعان إلى زرع ونخل ، وإنّ ربّ الصّريمة والغنيمة إن تهلك ماشيتهما يأتني ببنيه فيقول : يا أمير المؤمنين! أفتاركهم أنا لا أبا لك! فالماء والكلأ أيسر عليّ من الذهب والفضة ، وايم الله إنّهم ليرون أنّي قد ظلمتهم ، إنّها لبلادهم قاتلوا عليها في الجاهلية وأسلموا عليها في الإسلام ، والّذي نفسي بيده لو لا المال الّذي أحمل عليه في سبيل الله ما حميت عليهم من بلادهم شبرا. أخرجه البخاريّ (٢).
وقال أبو هريرة : دوّن عمر الدّيوان ، وفرض للمهاجرين الأوّلين خمسة
__________________
(١) في المواقيت ١ / ١٣٣ باب الصلاة كفّارة ، وفي الزكاة ٢ / ١١٩ باب الصدقة تكفّر الخطيئة ، وفي الصوم ٢ / ٢٢٦ باب الصوم كفّارة ، وفي المناقب ٤ / ١٧٤ باب علامات النبوّة ، وفي الفتن ٨ / ٩٦ باب الفتنة التي تموج كموج البحر ، وأخرجه مسلم في الإيمان (٢٣١) باب بيان أن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا ، وفي الفتن وأشراط الساعة (٢٦) باب في الفتنة التي تموج موج البحر ، والترمذي في الفتن باب ٦١ رقم (٢٣٥٩) ، وابن ماجة في الفتن ، رقم (٣٩٥٥) ، وأحمد في المسند ٥ / ٣٨٦ و ٤٠١ و ٤٠٥.
(٢) في الجهاد والسير ٤ / ٣٣ باب إذا أسلم قوم في دار الحرب ولهم مال وأرضون فهي لهم ، ومالك في الموطّأ ٧٠٧ ، ٧٠٨ رقم (١٨٤٢) باب ما يتّقى من دعوة المظلوم.