على رقاب الناس. وإن كنت على شيء من أمر النّاس يا عليّ فلا تحملنّ بني هاشم على رقاب النّاس ، قوموا فتشاوروا وامّروا أحدكم ، فقاموا يتشاورون (١).
قال ابن عمر : فدعاني عثمان مرّة أو مرّتين ليدخلني في الأمر ولم يسمّني عمر ، ولا والله ما أحبّ أني كنت معهم علما منه بأنّه سيكون من أمرهم ما قال أبي ، والله لقلّما سمعته حوّل شفتيه بشيء قطّ إلّا كان حقا ، فلمّا أكثر عثمان دعائي قلت : ألا تعقلون! تؤمّرون وأمير المؤمنين حيّ! فو الله لكأنّما أيقظتهم ، فقال عمر : أمهلوا فإن حدث بي حدث فليصلّ للنّاس صهيب ثلاثا ثمّ اجتمعوا في اليوم الثالث أشراف النّاس وأمراء الأجناد فأمّروا أحدكم ، فمن تأمّر عن غير مشورة فاضربوا عنقه (٢).
وقال ابن عمر : كان رأس عمر في حجري فقال : ضع خدي على الأرض ، فوضعته فقال : ويل لي وويل أمّي إن لم يرحمني ربّي (٣).
وعن أبي الحويرث قال : لمّا مات عمر ووضع ليصلّي عليه اقتتل عليّ وعثمان (٤) أيّهما يصلّي عليه ، فقال عبد الرحمن : إنّ هذا لهو الحرص على الإمارة ، لقد علمتما ما هذا إليكما ولقد أمّر به غيركما ، تقدّم يا صهيب فصلّ عليه. فصلّى عليه (٥).
وقال أبو معشر ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : وضع عمر بين القبر والمنبر ، فجاء عليّ حتّى قام بين الصّفوف فقال : رحمة الله عليك ما من خلق أحبّ إليّ من أن ألقى الله بصحيفته بعد صحيفة النّبيّ صلىاللهعليهوسلم من هذا
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٣ / ٣٤٤.
(٢) ابن سعد ٣ / ٣٤٤.
(٣) ابن سعد ٣ / ٣٦٠ و ٣٦١.
(٤) أي اختلفا أو تدافعا ، وليس قتالا بمعنى القتل ، كما في (النهاية).
(٥) ابن سعد ٣ / ٣٦٧ ، المستدرك للحاكم ٣ / ٩٢.