وقال ابن عبد البرّ : توفي في حياة النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وقيل مات في خلافة عمر فقال وهو واقف على قبره : لا يستطيع أحد أن يقول : أنا خير من صاحب هذا القبر ، ما نصبت لرسول الله صلىاللهعليهوسلم راية إلّا وعويم تحتها (١).
(عمارة بن الوليد) (٢) أخو خالد بن الوليد المخزوميّ.
قال الواقديّ : حدثني عبد الله بن جعفر ، عن ابن أبي عون قال : لمّا كان من أمر عمرو بن العاص ما كان بالحبشة ، وصنع النّجاشيّ بعمارة بن الوليد ما صنع ، وأمر السواحر فنفخن في إحليله ، فهام مع الوحش (٣) ، فخرج إليه في خلافة عمر عبد الله بن أبي ربيعة ابن عمّه فرصده على ماء بأرض الحبشة كان يرده فأقبل في حمر الوحش ، فلمّا وجد ريح الإنس هرب حتّى إذا جهده العطش ورد فشرب ، قال عبد الله : فالتزمته فجعل يقول : يا بحير (٤) أرسلني إنّي أموت إن أمسكوني. وكان عبد الله يسمّى بحيرا ، قال :
__________________
= خيرا في الطهور. فما طهوركم هذا؟ قالوا : يا رسول الله ، نتوضّأ للصلاة ، والغسل من الجنابة. فقال رسول الله : هل مع ذلك غيره؟ قالوا : لا ، غير أنّ أحدنا إذا خرج من الغائط أحبّ أن يستنجي بالماء. قال : «هو ذاك». وصحّحه ، ووافقه الذهبي في تلخيصه. وانظر : الدّرّ المنثور ٣ ، ٢٧٨ ، وابن سعد ٣ / ٤٥٩ ، ومجمع الزوائد للهيثمي ١ / ٢١٢ ، وأسد الغابة لابن الأثير ٤ / ١٥٨.
(١) أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة ٤ / ١٥٨ وقال : أخرجه الثلاثة ، وقد أخرجه ابن مندة في موضعين من كتابه. وقال ابن حجر في الإصابة ٣ / ٤٥ أخرجه البخاري في التاريخ من طريق عاصم بن سويد ، سمعت الصفراء بنت عثمان بن عتبة بن عويم بن ساعدة قالت : حدّثني جدّتي ، قالت : دعا عمر إلى جنازة عويم بن ساعدة. وكان النبيّ صلىاللهعليهوسلم آخى بينه وبين عمر فقال عمر : ما نصبت راية للنبيّ صلىاللهعليهوسلم إلّا وتحت ظلها عويم.
(٢) السير والمغازي لابن إسحاق ١٥٢ و ١٦٧ و ١٦٨ و ٢١١ ، تهذيب سيرة ابن هشام ٥٩ ، المحبّر ١٧٦ ، الأخبار الموفقيّات ٥٩٢ ، عيون الأخبار ١ / ٣٧ ، تاريخ الطبري ٢ / ٣٢٦ ، أنساب الأشراف ١ / ٢٣١ و ٢٣٢ ، العقد الفريد ، / ٢٩ ، جمهرة أنساب العرب ١٤٨ ، الإصابة ٣ / ١٧١ رقم ٦٨١٧.
(٣) الإصابة ٣ / ١٧١ وانظر : أنساب الأشراف ١ / ٢٣٢ ، ٢٣٣.
(٤) ورد مصحّفا في الأصل وبقيّة النّسخ ، وفي طبعة القدسي ٣ / ١٧١ «بجير» بالجيم. والتصويب من أنساب الأشراف ١ / ٢٣٣.