فما ظنّكم بالقوم إذ تقتلونهم |
|
أليسوا وإن لم يسلموا برجال |
فإن تك أذواد (١) أصبن ونسوة |
|
فلم ترهبوا فرغا بقتل حبال (٢) |
فلمّا غلب الحقّ طليحة ترجّل. ثم أسلم وأهلّ بعمرة ، فركب يسير في النّاس آمنا ، حتّى مرّ بأبي بكر بالمدينة ، ثم سار إلى مكة فقضى عمرته ، ثم حسن إسلامه (٣).
وفي غير هذه الرواية أنّ خالدا لقي طليحة ببزاخة (٤) ، ومع طليحة عيينة بن حصن ، وقرّة بن هبيرة القشيريّ ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، ثم هرب طليحة وأسر عيينة وقرّة ، وبعث بهما إلى أبي بكر فحقن دماءهما (٥).
وذكر أنّ قيس بن مكشوح أحد من قتل الأسود العنسيّ ارتدّ. وتابعه (٦) جماعة من أصحاب الأسود ، وخافه أهل صنعاء ، وأتى قيس إلى فيروز الدّيلميّ وداذويه يستشيرهما في شأن أصحاب الأسود خديعة منه ، فاطمأنّا إليه ، وصنع لهما من الغد طعاما ، فأتاه داذويه فقتله. ثم أتاه فيروز ففطن بالأمر فهرب ، ولقيه جشيش بن شهر ومضى معه الى جبال خولان ، وملك
__________________
(١) في نسخة (ح) والأصل ، والمنتقى : «ذاود» ، والتصحيح من نسخة دار الكتب ، ولسان العرب ، وتهذيب تاريخ دمشق. وفي البداية والنهاية «وإن يك أولاد» وهو تصحيف.
والأذواد : الإبل.
(٢) حبال : بكسر الحاء وفتح الباء ، وهو أخو طليحة.
وراجع الأبيات في تاريخ دمشق ـ الجزء العاشر ـ تحقيق محمد أحمد دهمان ـ ص ٥٠٦ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٧ / ١٠٣ ، والبداية والنهاية لابن كثير ٦ / ٣١٧.
(٣) وردت العبارة التالية في حاشية النسخة (ح) : «مررت على هذه الكرّاسة وحرّرتها وقابلتها على نسخة بخط البدر البشتكي. صحّت ولله الحمد. قاله سبط ابن حجر العسقلاني».
(٤) قال الطبري في تاريخه ٣ / ٢٥٤ بزاخة : ماء من مياه بني أسد. وفي معجم البلدان لياقوت : ماء لطيّئ بأرض نجد.
(٥) تاريخ الطبري ٣ / ٢٦٠ ، وتاريخ خليفة ـ ص ١٠٣.
(٦) في المنتقى لابن الملّا ، نسخة أحمد الثالث : «بايعه».