روى نحوه أبو معاوية الضرير ، عن عمرو بن مهاجر ، عن إبراهيم بن محمد بن سعد ، عن أبيه قال : لمّا كان يوم القادسيّة أتي بأبي محجن سكران [يمشي بين] النّاس يبتغي عند أحد من أولئك الرّهط رأيا ولا يطئون عقبه ، ومال النّاس فقيّده سعد ، وذكر الحديث.
ونقل أهل الأخبار أنّ أبا محجن هو القائل :
إذا متّ فادفني إلى جنب (١) كرمة |
|
تروّي عظامي بعد موتي عروقها |
ولا تدفنّي بالفلاة فإنّني |
|
أخاف إذا ما متّ ألّا أذوقها (٢) |
فزعم الهيثم بن عديّ أنّه أخبره من رأى قبر أبي محجن بأذربيجان ـ أو قال في نواحي جرجان ـ وقد نبتت عليه كرمة وظلّلت وأثمرت ، فعجب الرجل وتذكّر شعره (٣).
__________________
(١) في الأغاني ١٩ / ٧ «أصل».
(٢) أذوقها : مرفوعة باعتبار «أن» مخفّفة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن أو ضمير متكلّم محذوف ، وجملة أذوقها خبر. وانظر : خزانة الأدب ٣ / ٥٥٠ طبعة بولاق.
(٣) الأغاني ١٩ / ١٣.