سنة أربع وعشرين
خلافة عثمان رضياللهعنه
دفن عمر رضياللهعنه في أوّل المحرّم ، ثمّ جلسوا للشّورى : فروي عن عبد الله بن أبي ربيعة أنّ رجلا قال قبل الشّورى : إن بايعتم لعثمان أطعنا ، وإن بايعتم لعلي سمعنا وعصينا.
وقال المسور بن مخرمة : جاءني عبد الرحمن بن عوف بعد هجع من الليل فقال : ما ذاقت عيناي كثير نوم ثلاث ليال فادع لي عثمان وعليّا والزّبير وسعدا ، فدعوتهم ، فجعل يخلو بهم واحدا واحدا يأخذ عليه ، فلمّا أصبح صلّى صهيب بالنّاس ، ثمّ جلس عبد الرحمن فحمد الله وأثنى عليه ، وقال في كلامه : إنّي رأيت النّاس يأبون إلّا عثمان (١).
وقال حميد بن عبد الرحمن بن عوف : أخبرني المسور إنّ النّفر الذين ولّاهم عمر اجتمعوا فتشاوروا فقال عبد الرحمن : لست بالّذي أنافسكم هذا الأمر ولكن إن شئتم اخترت لكم منكم ، فجعلوا ذلك إلى عبد الرحمن ،
__________________
(١) أخرجه البخاري في التاريخ الصغير ١ / ٥٠ تحقيق محمود إبراهيم زائد ، وابن عساكر (ترجمة عثمان بن عفان) ـ تحقيق سكينة الشهابي ١٨٢ ، والسيوطي في تاريخ الخلفاء ١٥٣.