قال : فو الله ما رأيت رجلا بذّ قوما أشدّ ما بذّهم حين ولّوه أمرهم ، حتّى ما من رجل من على عبد الرحمن يشاورونه ويناجونه تلك اللّيالي ، لا يخلو به رجل ذو رأي فيعدل بعثمان أحدا ، وذكر الحديث إلى أن قال : فتشهّد وقال : أمّا بعد يا عليّ فإنّي قد نظرت في النّاس فلم أرهم يعدلون بعثمان فلا تجعلنّ على نفسك سبيلا ، ثمّ أخذ بيد عثمان فقال : نبايعك على سنّة الله وسنّة رسوله وسنّة الخليفتين بعده. فبايعه عبد الرحمن بن عوف وبايعه المهاجرون والأنصار (١).
وعن أنس قال : أرسل عمر إلى أبي طلحة الأنصاريّ فقال : كن في خمسين من الأنصار مع هؤلاء النّفر أصحاب الشّورى فإنّهم فيما أحسب سيجتمعون في بيت ، فقم على ذلك الباب بأصحابك فلا تترك أحدا يدخل عليهم ولا تتركهم يمضي اليوم الثالث حتّى يؤمّروا أحدهم ، اللهمّ أنت خليفتي عليهم (٢).
وفي زيادات «مسند أحمد» من حديث أبي وائل قال : قلت لعبد الرحمن بن عوف : كيف بايعتم عثمان وتركتم عليّا! قال : ما ذنبي قد بدأت بعليّ فقلت : أبايعك على كتاب الله وسنّة رسوله وسيرة أبي بكر وعمر ، فقال : فيما استطعت. ثمّ عرضت ذلك على عثمان فقال : نعم (٣).
وقال الواقديّ : اجتمعوا على عثمان لليلة بقيت من ذي الحجّة (٤).
ويروى أنّ عبد الرحمن قال لعثمان خلوة : إن لم أبايعك فمن تشير
__________________
(١) أخرجه ابن عساكر في ترجمة عثمان بن عفان (تحقيق سكينة الشهابي) ـ ص ١٨٣.
(٢) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٣ / ٦١ ، ٦٢ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ١٨٧.
(٣) تاريخ الخلفاء.
(٣) تاريخ الخلفاء ١٥٤.
(٤) طبقات ابن سعد ٣ / ٦٣ ، تاريخ الطبري ٤ / ٢٤٢.