سنة سبع وعشرين
فيها غزا معاوية قبرس فركب البحر بالجيوش ، وكان معه عبادة بن الصّامت ، وزوجة عبادة أم حرام بنت ملحان الأنصاريّة خالة أنس ، فصرعت عن بغلتها فماتت شهيدة (١) ، وكان النّبيّ صلىاللهعليهوسلم يغشاها (٢) ويقيل عندها وبشّرها بالشّهادة (٣) ، فقبرها بقبرس يقولون هذا قبر المرأة الصالحة.
__________________
(١) ينفرد «صالح بن يحيى» في «تاريخ بيروت وأمراء بني بحتر» ـ ص ١٤ بالقول إنّها ماتت في بيروت بعد عودتها من قبرس. بينما تكاد المصادر الأقدم تجمع على أنّها توفيت في الجزيرة.
(انظر : تاريخ خليفة بن خيّاط ١٦٠ ، ربيع الأبرار للزمخشري ١ / ٢٤٠ ، الطبقات الكبرى لابن سعد ٨ / ٤٣٤ ، تاريخ دمشق (تراجم النساء) تحقيق سكينة الشهابي ـ ص ٤٨٦ ـ ٤٩٦ ، نهاية الأرب للنويري ١٩ / ٤١٦).
(٢) في النسخة (ح) : «يغشى بيتها».
(٣) قال ابن سعد في الطبقات ٨ / ٤٣٥ : أخبرنا عفان بن مسلم ، حدّثنا حمّاد بن سلمة ، أخبرنا يحيى بن سعيد ، عن محمد بن يحيى بن حبّان ، عن أنس بن مالك ، عن أمّ حرام بنت ملحان قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم في بيتي فاستيقظ وهو يضحك. قالت : قلت : يا نبيّ الله بأبي أنت وأمّي ، ممّ تضحك؟ قال : ناس من أمّتي يركبون هذا البحر كالملوك على الأسرّة قالت : قلت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم. قال : أنت منهم. قالت : ثم قال فاستيقظ وهو يضحك ، قلت : يا رسول الله ممّ تضحك؟ قال : ناس من أمّتي يركبون هذا البحر كالملوك على الأسرّة. قالت : قلت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم. قال : أنت من الأوّلين. قال : فغزت مع زوجها عبادة بن الصّامت فوقصتها راحلتها فماتت. قال عفّان : أحسبه قال : يركبون ظهر هذا البحر.