ولما نزع عثمان عمرا عن مصر غضب وحقد على عثمان ، فوجّه عبد الله بن سعد فأمره أن يمضي إلى إفريقية ، وندب عثمان النّاس معه إلى إفريقية ، فخرج إليها في عشرة آلاف ، وصالح ابن سعد أهل إفريقية على ألفي ألف دينار وخمسمائة ألف دينار (١). وبعث ملك الروم من قسطنطينية أن يؤخذ من أهل إفريقية ثلاثمائة قنطار ذهبا ، كما أخذ منهم عبد الله بن سعد ، فقالوا : ما عندنا مال نعطيه ، وما كان بأيدينا فقد افتدينا به (٢) ، فأمّا الملك فإنّه سيّدنا فليأخذ ما كان له عندنا من جائزة كما كنّا نعطيه كلّ عام ، فلمّا رأى ذلك منهم الرسول أمر بحبسهم ، فبعثوا إلى قوم من أصحابهم فقدموا عليهم فكسروا السّجن وخرجوا (٣).
وعن يزيد بن أبي حبيب قال : كتب عبد الله بن سعد إلى عثمان يقول : إنّ عمرو بن العاص كسر الخراج ، وكتب عمرو : إنّ عبد الله بن سعد أفسد (٤) عليّ مكيدة الحرب. فكتب عثمان إلى عمرو : انصرف وولّى عبد الله الخراج والجند ، فقدم عمرو مغضبا ، فدخل على عثمان وعليه جبّة له يمانيّة محشوّة قطنا ، فقال له عثمان : ما حشو جبّتك؟ قال : عمرو ، قال (٥) : قد علمت أنّ حشوها عمرو ، ولم أر هذا ، إنّما سألتك أقطن هو أم غيره (٦)؟
وبعث عبد الله بن سعد إلى عثمان مالا من مصر وحشد فيه ، فدخل
__________________
(١) زاد الطبري ٤ / ٢٥٦ «وعشرين ألف دينار».
(٢) هكذا في الأصل ، ومنتقى أحمد الثالث ، والنسختين : (ع) و (ح) ، وفي تاريخ الطبري (افتدينا به أنفسنا».
(٣) تاريخ الطبري ٤ / ٢٥٦.
(٤) هكذا في الأصل ومنتقى ابن الملا ، ع ، ح. وفي تاريخ الطبري (كسر) عوض (أفسد) وكذلك في نهاية الأرب (١٩ / ٤١٢) وسقطت هذه الكلمة من نسخة دار الكتب.
(٥) أي عثمان. كما في تاريخ الطبري.
(٦) تاريخ الطبري ٤ / ٢٥٦.