بضعا وسبعين سورة ، وإنّ زيدا ليأتي مع الغلمان له ذؤابتان (١).
وقال أبو وائل : إنّي لجالس مع عمر ، إذ جاء ابن مسعود ، فكاد (٢) الجلوس يوازونه من قصره ـ يعني وهو قائم ـ فضحك عمر حين رآه ، وجعل يكلّم عمر ويضاحكه وهو قائم عليه ، ثم ولّى فأتبعه عمر بصره حتّى توارى فقال : كنيف مليء علما (٣).
وقال الأعمش ، عن أبي عمرو (٤) الشّيبانيّ ، عن أبي موسى أنّه قال : لا تسألوني عن شيء ما دام هذا الحبر بين أظهركم ، يعني ابن مسعود (٥).
__________________
= القرآن ، وابتعاده عن الكوفة سنين لم يكن من مصلحة العلم الّذي كان زرع بذوره هناك ، بل كان من الواجب أن يستمرّ على تعهّد غراسه ليؤتي أكله بإذن ربّه.
وقد استمرّ عمل الجماعة في نسخ المصاحف مدّة خمس سنين ، من سنة خمس وعشرين إلى ثلاثين في التحقيق. ثمّ أرسلوا المصاحف المكتوبة إلى الأمصار. وقد احتفظ عثمان بمصحف منها لأهل المدينة ، وبمصحف لنفسه. وكانت تلك المصاحف تحت أشراف قرّاء مشهورين في الإقراء والمعارضة بها. فشكرت الأمّة صنيع عثمان رضياللهعنه.
(١) أخرجه الفسوي في «المعرفة والتاريخ» ٢ / ٥٣٧ ، وابن أبي داود في «المصاحف» ١٥ ، ١٦ من طريق سعدويه ، وأيوب بن مسلمة ، كلاهما عن أبي شهاب (موسى بن نافع) ، عن الأعمش ، عن أبي وائل .. ، وحلية الأولياء ١ / ١٢٥ ، والطبراني في المعجم الكبير ٩ / ٧٠ رقم ٨٤٣٣ ـ ٨٤٣٧.
(٢) في ح (فكان) بدل (فكاد).
(٣) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣ / ١٥٦ ، وأبو نعيم في الحلية ١ / ١٢٩ والفسوي في المعرفة والتاريخ ٢ / ٥٤٣ من طريق : عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب .. وإسناده صحيح.
وكنيف : تصغير كنف ، وهو الوعاء.
(٤) في النسخة (ح) «عمر» بدل «عمرو» وهو تحريف.
(٥) أخرجه أحمد في المسند ١ / ٤٦٣ ، والبخاري في الفرائض ١٢ / ١٣ ، ١٤ باب ميراث ابنة ابن مع ابنة ، من طريق شعبة ، عن أبي قيس ، عن هذيل بن شرحبيل ، وأخرجه أبو داود في الفرائض (٢٨٩٠) باب ما جاء في ميراث الصلب ، من طريق الأعمش ، عن أبي قيس الأودي ، عن هذيل بن شرحبيل ، وأخرجه الدارميّ ٢ / ٣٤٨ ، والترمذي (٢٠٩٣) ، وابن ماجة (٢٧٢١) وثلاثتهم في الفرائض ، من طريق : سفيان الثوري ، عن أبي قيس الأودي ، عن هذيل بن شرحبيل ، قال : «سئل أبو موسى الأشعري عن ابنة ، وابنة ابن ، وأخت ، فقال : للابنة =