فإنّي سأمنع أدباركم ، فقاتل دونهم ساعة وقتل ، وقال مسيلمة : يا قوم قاتلوا عن أحسابكم ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، حتى قتل مسيلمة.
وحدّثني مولى بني نوفل (١).
وقال الموقّريّ ، عن الزّهري : قاتل خالد مسيلمة ومن معه من بني حنيفة ، وهم يومئذ أكثر العرب عددا وأشدّه شوكة ، فاستشهد خلق كثير ، وهزم الله بني حنيفة ، وقتل مسيلمة ، قتله وحشيّ بحربة (٢).
وكان يقال : قتل وحشيّ خير أهل الأرض بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم شرّ أهل الأرض (٣).
وعن وحشيّ قال : لم أر قطّ أصبر على الموت من أصحاب مسيلمة ، ثمّ ذكر أنّه شارك في قتل مسيلمة.
وقال ابن عون ، عن موسى بن أنس ، عن أبيه قال : لمّا كان يوم اليمامة دخل ثابت بن قيس فتحنّط ، ثم قام فأتى الصّفّ والنّاس منهزمون فقال : هكذا عن وجوهنا ، فضارب القوم ثم قال : بئسما عوّدتم أقرانكم ، ما هكذا كنّا نقاتل مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم فاستشهد رضياللهعنه (٤).
وقال الموقّريّ ، عن الزّهريّ قال : ثمّ تحصّن من بني حنيفة من أهل اليمامة ستة آلاف مقاتل في حصنهم ، فنزلوا على حكم خالد فاستحياهم.
وقال ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة قال : وعمدت بنو حنيفة حين انهزموا إلى الحصون فدخلوها ، فأراد خالد أن ينهد إليهم الكتائب ، فلم
__________________
(١) تاريخ خليفة ١٠٩ ، وتاريخ الطبري ٣ / ٢٨٨ و ٢٩٩ ، والكامل لابن الأثير ٢ / ٣٦٢.
(٢) عن عبد الله بن عمر قال : سمعت رجلا يومئذ يصرح يقول : قتله العبد الأسود. (تاريخ خليفة ١٠٩ ، تاريخ الطبري ٣ / ٢٩١).
(٣) كان وحشيّ يقول : «قتلت خير الناس في الجاهلية وشرّ الناس في الإسلام». (أسد الغابة لابن الأثير ٥ / ٨٣).
(٤) في الحديث أنه كان مع سالم مولى أبي حذيفة فقالا : ما هكذا كنّا نقاتل مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فجعلا لأنفسهما حفرة فدخلا فيها ، فقاتلا حتى قتلا. (مجمع الزوائد للهيثمي ٩ / ٣٢٢).