وقال ابن إسحاق : كان عبد الرحمن ساقط الثّنيتين ، أهتم أعسر ، أعرج ، كان قد أصيب يوم أحد فهتم ، وجرح عشرين جراحة ، بعضها في رجله فعرج (١).
وعن يعقوب بن عتبة قال : كان طوالا ، حسن الوجه ، رقيق البشرة ، فيه جنأ أبيض بحمرة ، لا يغيّر شيبة (٢).
وقال صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن ، عن أبيه قال : كنّا نسير مع عثمان ، فرأى أبي فقال عثمان : ما يستطيع أحد أن يعتدّ على هذا الشيخ ، فضلا في الهجرتين جميعا.
وعن أنس قال : قدم عبد الرحمن المدينة فآخى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم بينه وبين سعد بن الربيع الخزرجيّ ، فقال : إنّ لي زوجتين ، فانظر أيّهما شئت حتّى أطلّقها لتتزوجها وأشاطرك نصف مالي ، فقال : بارك الله لك في أهلك ومالك ، ولكن دلّوني على السّوق ، فذهب ورجع وقد حصّل شيئا (٣).
وقد روى أحمد (٤) في «مسندة» من حديث أنس ، أنّ عبد الرحمن أثرى وكثر ماله حتّى قدمت له مرّة سبعمائة راحلة تحمل البرّ والدقيق ، فلما قدمت سمع لها أهل المدينة رجّة ، فبلغ ذلك عائشة فقالت : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «عبد الرحمن بن عوف لا يدخل الجنّة إلّا حبوا». فلمّا بلغه قال : يا أمّه أشهدك أنّها بأحمالها وأحلاسها في سبيل الله (٥).
__________________
(١) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ٣٠٨ وفيه «إحدى وعشرون جراحة» ، والطبراني ١ / ١٢٨ رقم ٢٦١ ، وانظر : سيرة ابن هشام ٢ / ٨٣ ، والإصابة ٢ / ٤١٧ ، وصفة الصفوة لابن الجوزي ١ / ٣٥٠.
(٢) ابن سعد ٣ / ١٣٣ ، الحاكم ٣ / ٣٠٨ ، ابن عبد البرّ في الاستيعاب ٢ / ٣٩٥ ، وابن حجر في الإصابة ٢ / ٤١٧.
(٣) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣ / ١٢٦ من طريق ثابت ، وحميد ، عن أنس بن مالك.
(٤) في طبعة القدسي ٣ / ٢٢٢ «عبد» بدل «أحمد» ، وهو وهم.
(٥) أخرجه أحمد في المسند ٦ / ١١٥ ، والطبراني في المعجم الكبير ١ / ١٢٩ رقم ٢٦٤ ، وابن سعد في