عبيد الله ، عن رياح بن الحارث ، عن ثعلبة ، أنّ عليا قال : لم يبق اليوم أحد لا يبالي في الله لومة لائم غير أبي ذرّ ولا نفسي ، ثمّ ضرب بيده على صدره (١).
وقال بريدة بن سفيان ، عن محمد بن كعب القرظيّ ، عن ابن مسعود قال : لمّا سار رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى تبوك ، جعل لا يزال يتخلّف الرجل ، فيقولون : يا رسول الله تخلّف فلان ، فيقول : «دعوه فإن يكن فيه خير فسيخلفه الله بكم» حتّى قيل : يا رسول الله تخلّف أبو ذرّ ، فقال : ما كان يقوله ، فتلوّم عليه بعيره ، فلمّا أبطأ عليه أخذ أبو ذرّ متاعه فجعله على ظهره ، ثمّ خرج يتبع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ماشيا ، ونظر ناظر من المسلمين فقال : إنّ هذا الرجل يمشي على الطّريق ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «كن أبا ذرّ» ، فلمّا تأمّله القوم قالوا : يا رسول الله هو والله أبو ذرّ ، فقال : «يرحم الله أبا ذرّ يمشي وحده ، ويموت وحده ، ويحشر وحده» فضرب الدّهر من ضربه ، وسيّر أبو ذرّ إلى الرّبذة فمات بها.
واتّفق مرور عبد الله بن مسعود به من الكوفة فصلّى عليه وشهده (٢).
ومناقب أبي ذر كثيرة.
* * *
روى عنه أنس ، وجبير بن نفير ، وزيد بن وهب ، وسعيد بن المسيّب ، وأبو سالم الجيشانيّ سفيان (٣) بن هانئ ، والأحنف بن قيس ، وعبد الرحمن بن غنم الأشعريّ ، وأبو مراوح ، وقيس بن عباد ، وسويد بن
__________________
(١) ابن سعد ٤ / ٢٣١ ، ٢٣٢.
(٢) الإصابة ٤ / ٦٤ وقال هو : «في السيرة النبويّة لابن إسحاق بسند ضعيف». وهو ضعيف لضعف بريدة بن سفيان حيث ضعّفه البخاري ، والنسائي ، وأبو داود ، وأحمد ، والدار الدّارقطنيّ ، والعقيلي ، والجوزجاني ، وابن عديّ.
(٣) في نسخة دار الكتب (وسفيان) والصّواب (سفيان) لأنّ أبا سالم الجيشانيّ هو سفيان بن هانئ ، كما في (تهذيب التهذيب).