ابن لهيعة : ثنا أبو قبيل : سمعت مالك بن عبد الله الزّياديّ يحدّث عن أبي ذرّ أنّه دخل على عثمان ، فقال عثمان ، يا كعب إنّ عبد الرحمن توفّي وترك مالا فما ترى؟ قال : إن كان ـ يعني زكّى ـ فلا بأس ، فرفع أبو ذرّ عصاه فضرب كعبا وقال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ما أحبّ أنّ لي هذا الجبل ذهبا أنفقه ويتقبّل (١) منّي أذر خلفي منه ستّ أواق (٢). أنشدك الله يا عثمان أسمعته مرارا؟ قال : نعم (٣).
جعفر بن برقان ، عن ثابت بن الحجّاج ، عن عبد الله بن سيدان قال : تناجي عثمان وأبو ذرّ حتّى ارتفعت أصواتهما ، ثمّ انصرف أبو ذرّ مبتسما وقال : سامع مطيع ولو أمرني أن آتي عدن (٤). وأمره أن يخرج إلى الرّبذة (٥).
الأعمش ، عن ميمون بن مهران ، عن عبد الله بن سيدان ، عن أبي ذرّ قال : لو أمرني عثمان أن أمشي على رأسي لمشيت (٦).
وعن أبي جويرية ، عن زيد بن خالد الجهنيّ أنّ أبا ذرّ قال لعثمان : والله لو أمرتني أن أحبو لحبوت ما استطعت.
__________________
(١) في النسخة (ع) «وينفتل» ، وفي النسخة (ح) «ويتقلل» وكلاهما خطأ ، والتصويب من نسخة دار الكتب وسير أعلام النبلاء.
(٢) قال المؤلف في سير أعلام النبلاء ٢ / ٦٧ «هذا دالّ على فضل إنفاقه وكراهية جمعه ، لا يدلّ على تحريم».
(٣) أخرجه أحمد في المسند ١ / ٦٣ وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة ، وجهالة مالك بن عبد الله ، وأخرجه ابن عبد الحكم في «فتوح مصر» ص ٢٨٦ من طريق أبي الأسود النضر بن عبد الجبار ، عن ابن لهيعة.
(٤) في طبقات ابن سعد : «أن آتي صنعاء أو عدن ، ثم استطعت أن أفعل ، لفعلت».
(٥) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٤ / ٢٢٧ وعبد الله بن سيدان هو المطرودي السلمي الرَّبَذيّ. قال البخاري : لا يتابع في حديثه ، له حديث واحد وهو شبه المجهول. وانظر الكامل لابن عديّ ٤ / ١٥٣٧.
(٦) إسناده ضعيف كسابقه ، لضعف عبد الله بن سيدان.