روى عنه أبو أمامة ، وأنس بن مالك ، وجبير بن نفير ، وحطّان بن عبد الله الرّقاشيّ ، وأبو الأشعث شراحيل الصّنعانيّ ، وأبو إدريس عائذ الله الخولانيّ ، وخلق سواهم.
وكان فيما بلغنا رجلا طوالا جسيما جميلا ، توفّي بالرّملة ، ويقال : توفي ببيت المقدس.
وقال محمد بن كعب القرظيّ : جمع القرآن في زمن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم خمسة من الأنصار : معاذ ، وأبيّ ، وأبو أيّوب ، وأبو الدّرداء ، وعبادة ، فلمّا استخلف عمر ، كتب يزيد بن أبي سفيان إليه : إنّ أهل الشام كثير ، وقد احتاجوا إلى من يعلمهم القرآن ويفقّههم ، فقال : أعينوني بثلاثة ، فخرج معاذ ، وأبو الدّرداء ، وعبادة (١).
وروى إسحاق بن قبيصة بن ذؤيب ، عن أبيه ، أنّ عبادة بن الصّامت أنكر على معاوية شيئا ، فقال : لا أساكنك بأرض ، ورحل إلى المدينة ، فقال له عمر : ما أقدمك؟ فأخبره بفعل معاوية ، فقال له : أرحل إلى مكانك فقبّح الله أرضا لست فيها وأمثالك ، فلا إمرة له عليك (٢).
وقال عبادة : بايعنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم على السّمع والطّاعة ، وأن نقوم بالحقّ حيثما كنّا لا نخاف في الله لومة لائم (٣).
وفي «مسند أحمد» من حديث إسماعيل بن عبيد بن رفاعة قال : كتب
__________________
(١) أخرجه ابن أبي داود في «المصاحف». وإسناده حسن ، لكنه مرسل.
وأخرج البخاري في فضائل القرآن ٩ / ٤٦ باب القراء من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، عن قتادة قال : سألت أنس بن مالك : من جمع القرآن على عهد النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : أربعة من الأنصار : أبيّ بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد. وأبو زيد هذا أحد عمومة أنس ، وانظر تهذيب الأسماء ١ / ٣٥٧.
(٢) سير أعلام النبلاء ٢ / ٧.
(٣) انظر تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٢١٢.