عثمان ، فكتب ابن أبي سرح : إنّ خراجي لا يستقيم ما دام عمرو على الصّلاة. وخرجوا فصدّقوه واستعفوا من عمرو ، وسألوا ابن أبي سرح ، فكتب عثمان إلى عمرو : إنّه لا خير لك في صحبة من يكرهك فأقبل. ثم جمع مصر لابن أبي سرح.
وقد روي أنّه كان بين عمّار بن ياسر ، وبين عبّاس بن عتبة بن أبي لهب كلام ، فضربهما عثمان.
وقال سيف ، عن مبشّر ، وسهل بن يوسف ، عن محمد بن سعد بن أبي وقّاص قال : قدم عمّار بن ياسر من مصر وأبي شاك ، فبلغه ، فبعثني إليه أدعوه ، فقام معي وعليه عمامة وسخة وجبّة فراء. فلمّا دخل على سعد قال له : ويحك يا أبا اليقظان إن كنت فينا لمن أهل الخير ، فما الّذي بلغني عنك من سعيك في فساد بين المسلمين والتأليب على أمير المؤمنين ، أمعك عقلك أم لا : فأهوى عمّار إلى عمامته وغضب فنزعها وقال : خلعت عثمان كما خلعت عمامتي هذه ، فقال سعد (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) ويحك حين كبرت سنّك ورقّ عظمك ونفد عمرك خلعت ربقة الإسلام من عنقك وخرجت من الدّين عريانا ، فقام عمّار مغضبا موليا وهو يقول : أعوذ بربّي من فتنة سعد ، فقال سعد : ألا في الفتنة سقطوا ، اللهمّ زد عثمان بعفوه وحلمه عندك درجات ، حتّى خرج عمّار من الباب ، فأقبل على سعد يبكي حتّى اخضلّ لحيته وقال : من يأمن الفتنة يا بنيّ لا يخرجنّ منك ما سمعت منه ، فإنّه من الأمانة ، وإنّي أكره أن يتعلّق به النّاس عليه يتناولونه ، وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الحقّ مع عمّار ما لم تغلب عليه دلهة (١) الكبر» (٢) ، فقد دله (٣) وخرف.
__________________
(١) في طبعة القدسي ٣ / ٢٥٠ «ولهة» بالواو ، وهو تحريف ، والتصحيح من «الضعفاء الكبير» للعقيليّ.
(٢) ذكر الحديث مختصرا العقيلي في «الضعفاء» ٤ / ٢٣٦ رقم ١٨٢٩ فهو ضعيف.
(٣) في طبعة القدسي ٣ / ٢٥٠ «وله» ، والتصحيح من «الضعفاء» للعقيليّ ، وتاريخ دمشق لابن