فكفّ يديه ثمّ أغلق بابه |
|
وأيقن أنّ الله ليس بغافل |
وقال لأهل الدّار : لا تقتلوهم (١) |
|
عفا الله عن كلّ (٢) امرئ لم يقاتل |
فكيف رأيت الله صبّ عليهم ـ |
|
العداوة والبغضاء بعد التّواصل |
وكيف رأيت الخير أدبر بعده (٣) |
|
عن النّاس إدبار (٤) النّعام الجوافل |
ورثاه حسّان بن ثابت بقوله :
من سرّه الموت صرفا لا مزاج له |
|
فليأت مأدبة (٥) في دار عثمانا |
ضحّوا بأشمط (٦) عنوان السّجود به |
|
يقطّع اللّيل تسبيحا وقرآنا (٧) |
صبرا فدى لكم أمّي وما ولدت |
|
قد ينفع الصّبر في المكروه أحيانا |
لتسمعنّ وشيكا في ديارهم : |
|
الله أكبر يا ثارات عثمانا |
* * *
__________________
= ولحسّان بن ثابت. (انظر : أنساب الأشراف ق ٤ ج ١ / ٥٦٢ ، وتاريخ دمشق ٥٤٧ و ٥٤٨ ، ونهاية الأرب للنويري ١٩ / ٥١٢ ، والاستيعاب لابن عبد البر ٣ / ٨٢).
والأبيات في ديوان كعب بن مالك ٣٠٩ وفي الأغاني ١٦ / ٢٣٣ له.
(١) في الديوان ، والأغاني : «وقال لمن في داره لا تقاتلوا».
(٢) في نهاية الأرب ١٩ / ٥١٢ «ذنب» بدل «كل» وكذا في رواية عند ابن عساكر ٥٤٨ منسوبة لرجل من الأنصار.
(٣) في الديوان والأغاني «عنهم» بدل «بعده».
(٤) في الديوان والأغاني «وولّى كإدبار».
(٥) هكذا في نسخة دار الكتب ، والاستيعاب لابن عبد البرّ ٣ / ٨١ ، وفي ديوان حسّان ـ ص ٢١٥ ، والبداية والنهاية لابن كثير ٧ / ١٩٦ «مأسدة» ، وفي العقد الفريد لابن عبد ربّه ٣ / ٢٨٥ «ما سرّه» و ٤ / ٢٩٧ «مأسدة».
(٦) الأشمط : الأشيب.
(٧) هذا البيت ليس في ديوان حسّان. وهو في العقد الفريد ٣ / ٨١ و ٤ / ١٥٩ و ٢٨٤ و ٢٩٨ ، وفي البدء والتاريخ ٥ / ٢٠٧ «أبا شمط».