وقال أبو معشر السّنديّ : قتل لثماني عشرة (١) خلت من ذي الحجّة ، يوم الجمعة (٢) ، زاد غيره فقال : بعد العصر ، ودفن بالبقيع (٣) بين العشاءين ، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة. وهو الصّحيح ، وقيل عاش ستا وثمانين سنة (٤).
وعن عبد الله بن فرّوخ قال : شهدته ودفن في ثيابه بدمائه ، ولم يغسّل. رواه عبد الله بن أحمد في «زيادات المسند (٥)» وقيل : صلّى عليه مروان ، ولم يغسّل.
وجاء من رواية الواقديّ : أنّ نائلة خرجت وقد شقّت جيبها وهي تصرخ ، ومعها سراج ، فقال جبير بن مطعم : أطفئي السّراج لا يفطن بنا ، فقد رأيت الغوغاء (٦) ، ثمّ انتهوا إلى البقيع ، فصلّى عليه جبير بن مطعم ، وخلفه أبو جهم بن حذيفة ، ونيار بن مكرم ، وزوجتا عثمان نائلة ، وأمّ البنين ، وهمّا دلّتاه في حفرته على الرجال الذين نزلوا في قبره. ولحدوا له وغيّبوا قبره ، وتفرّقوا (٧).
ويروى أنّ جبير بن مطعم صلّى عليه في ستّة عشر رجلا ، والأوّل أثبت (٨).
__________________
(١) كذا في الاستيعاب والمنتقى لابن الملا ، ع. وفي نسخة الدار ومنتقى أحمد الثالث (لثمان خلت).
(٢) انظر تاريخ الطبري ٤ / ٤١٦ و ٤١٧.
(٣) في (حشّ كوكب) وكوكب : رجل من الأنصار ، والحشّ : البستان ، وكان عثمان قد اشتراه وزاده في البقيع ، فكان أوّل من دفن فيه ، على ما في (تاريخ الطبري ٤ / ٤١٢) ، و (الاستيعاب ٣ / ٨١) وغيرهما.
(٤) تاريخ الطبري ٤ / ٤١٨.
(٥) مسند أحمد ٢ / ٤ ، تاريخ دمشق ٥٣٩ ، وانظر تاريخ الطبري ٤١٥.
(٦) هكذا في الأصل ، وفي طبقات ابن سعد «الغواة».
(٧) طبقات ابن سعد ٣ / ٧٨ ، ٧٩ ، تاريخ دمشق ٥٤١.
(٨) ابن سعد ٣ / ٧٩ ، تاريخ دمشق ٥٤١.