خير لرسوله. فقالت : ما أبكي لذلك ، ولكن أبكي لأنّ الوحي انقطع عنّا من السماء ، فهيّجتهما ، على البكاء (١).
توفّيت بعد النّبيّ صلىاللهعليهوسلم بخمسة أشهر (٢). وهي أمّ أسامة بن زيد.
ومن مناقب أمّ أيمن ، قال جرير بن حازم : سمعت عثمان بن القاسم يقول : لما هاجرت أمّ أيمن أمست بدون الرّوحاء (٣) فعطشت وليس معها ماء ، فدلّي عليها من السّماء دلو فشربت ، فكانت تقول : ما عطشت بعدها ، عطشت ولقد تعرّضت للعطش فأصوم في الهواجر فما عطشت (٤).
وعن أبي الحويرث أنّ أمّ أيمن قالت يوم حنين : «سبّت» الله أقدامكم ، فقال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : «اسكتي يا أمّ أيمن فإنّك عثراء اللّسان» (٥).
وذكر الواقديّ أنّها بقيت إلى أوّل خلافة عثمان (٦).
(وفاة عبد الله بن أبي بكر الصّدّيق) قيل : إنّه أسلم قديما ، لكن لم يسمع له بمشهد ، جرح يوم الطّائف ، رماه يومئذ بسهم أبو محجن الثّقفيّ ، فلم يزل يتألّم منه ، ثمّ اندمل الجرح ، ثمّ إنّه انتقض عليه. وتوفّي في شوّال سنة إحدى عشرة ، ونزل في حفرته عمر ، وطلحة ، وعبد الرحمن بن أبي بكر أخوه. ذكره محمد بن جرير وغيره (٧). وقيل هو
__________________
(١) رواه مسلم في فضائل الصحابة (٢٤٥٤) باب من فضائل أم أيمن رضياللهعنهما ، وابن ماجة في الجنائز ١ / ٥٢٤ رقم ١٦٣٥ ، وابن سعد في الطبقات ٨ / ٢٢٦ ، وابن الأثير في أسد الغابة ٥ / ٥٦٧ ، وأبو نعيم في الحلية ٢ / ٦٨.
(٢) أسد الغابة ٥ / ٥٦٨.
(٣) الرّوحاء : بين المدينة ومكة ، من عمل الفرع. (معجم البلدان ٣ / ٧٦).
(٤) حلية الأولياء ٢ / ٦٧.
(٥) طبقات ابن سعد ٨ / ٢٢٥ وفيه «عسراء اللّسان».
(٦) طبقات ابن سعد ٨ / ٢٢٩ وكذا قال مصعب بن عبد الله. انظر المستدرك للحاكم ٤ / ٦٤.
(٧) تاريخ الرسل والملوك ٣ / ٢٤١ ، وتاريخ خليفة ـ ص ١١٧ وانظر عنه : نسب قريش ـ ص ٢٧٧ ، وأنساب الأشراف للبلاذري ١ / ٢٦١ ، وثمار القلوب للثعالبي ٨٨ و ٢٩٤ ، والمعرفة