أبو نعيم ، عن مالك بن مغول (١) عن طلحة : قدم حذيفة المدائن على حمار ، عليه إكاف سادلا رجليه ، ومعه عرق (٢) ورغيف وهو يأكل. وأخباره مستوفاة في «تاريخ ابن عساكر» (٣).
عن حذيفة قال : ما منعني أن أشهد بدرا إلّا أنّي خرجت أنا وأبي الحسيل ، فأخذنا كفار قريش فقالوا : إنّكم تريدون محمدا ، فقلنا : ما نريد إلّا المدينة ، فأخذوا علينا عهد الله لننصرفنّ إلى المدينة ولا نقاتل معه ، فأتينا النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فأخبرناه فقال : «فوالهم بعهدهم ونستعين الله عليهم». رواه مسلم (٤).
وحذيفة أحد أصحاب النّبيّ صلىاللهعليهوسلم الأربعة عشر النّجباء ، كان النبيّ صلىاللهعليهوسلم أسرّ إليه أسماء المنافقين ، وحفظ عنه الفتن التي تكون بين يدي السّاعة ، وناشده عمر بالله : (أنا من المنافقين؟) اللهمّ لا ، ولا أزكّي أحدا بعدك (٥).
وقد (ذكرنا ما) (٦) أبلى حذيفة ليلة الأحزاب. وافتتحت الدّينور عنوة على يديه (٧). وحديثه في الكتب السّتّة.
__________________
= (تهذيب تاريخ دمشق) ٤ / ٩٩ ، وقال : ورواه الخطيب البغدادي.
(١) في نسخة دار الكتب «معول» وهو تصحيف.
(٢) العرق : بسكون الراء ، العظم إذا أخذ عنه معظم اللّحم.
(٣) انظر التهذيب ٤ / ٩٦ ـ ١٠٦.
(٤) في الجهاد والسير (١٧٨٧) باب الوفاء بالعهد ، من طريق الوليد بن جميع ، عن أبي الطفيل ، عن حذيفة بن اليمان. وأخرجه أحمد في المسند ٥ / ٣٩٥ ، وانظر المعجم الكبير للطبراني رقم (٣٠٠٠) و (٣٠٠١) ، والمستدرك ٣ / ٣٧٩.
(٥) نسبه صاحب كنز العمّال ١٣ / ٣٤٤ إلى رسته ، وانظر ابن عساكر ٤ / ٩٧ و ١٠٠.
(٦) ما بين القوسين ساقط من نسخة دار الكتب.
(٧) أسد الغابة ١ / ٤٦٨ ، تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ١٠٣.