سنة احدى عشرة
خلافة الصّدّيق رضياللهعنه وأرضاه
قال هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة إنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم توفّي وأبو بكر بالسّنح (١) ، فقال عمر : والله ما مات رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال عمر : والله ما كان يقع في نفسي إلّا ذاك ، وليبعثنّه الله فيقطع أيدي رجال وأرجلهم ، فجاء أبو بكر الصّدّيق فكشف عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقبّله ، وقال : بأبي أنت وأمّي ، طبت حيّا وميتا ، والّذي نفسي بيده لا يذيقك الله موتتين أبدا ، ثم خرج فقال : أيّها الحالف على رسلك ، فلمّا تكلّم أبو بكر جلس عمر ، فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه : من كان يعبد محمّدا فإنّ محمّدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإنّ الله حيّ لا يموت ، وقال : (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) (٢). وقال (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ) (٣). الآية ، فنشج النّاس يبكون ، واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة (٤) ، فقالوا : منّا أمير ومنكم أمير ، فذهب إليهم
__________________
(١) السّنح : بضمّ أوّله وثانيه : منازل بني الحارث بن الخزرج بالمدينة ، بينها وبين منزل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ميل. وضبطه في التاج بسكون النون وضمّها أيضا. (معجم ما استعجم ٣ / ٧٦).
(٢) سورة الزمر ، الآية ٣٠.
(٣) سورة آل عمران ، الآية ١٤٤.
(٤) هي بالقرب من دار سعد بن عبادة زعيم الأنصار.