أمّ كلثوم بنت عقبة (١) بن أبي معيط تحت الزّبير ، وكانت فيه شدّة على النّساء ، وكانت له كارهة ، تسأله الطّلاق ، فيأبى حتّى ضربها الطّلق وهو لا يعلم ، فألحّت عليه وهو يتوضّأ ، فطلقها تطليقة ، ثمّ خرج ، فوضعت ، فأدركه إنسان من أهله ، فأخبره ، فقال خدعتني خدعها الله. وأتى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فذكر ذلك له ، فقال : «سبق فيها كتاب الله فاخطبها» قال : لا ترجع إليّ أبدا.
قال الواقديّ : ثمّ تزوّجها عبد الرحمن بن عوف ، فولدت له إبراهيم وحميدا. قاله يعقوب بن شيبة (٢).
وروى هشام بن عروة ، عن أبيه قال : قال الزّبير : إنّ طلحة يسمّي بنيه بأسماء الأنبياء. وقد علم أنّه لا نبيّ بعد محمد صلىاللهعليهوسلم ، وإنّي أسمّي بأسماء الشّهداء لعلّهم يستشهدون : عبد الله بعبد الله بن جحش ، والمنذر بالمنذر بن عمرو ، وعروة بعروة بن مسعود ، وحمزة بحمزة ، وجعفر بجعفر بن أبي طالب ، ومصعب بمصعب بن عمير ، وعبيدة بعبيدة بن الحارث ، وخالد بخالد بن سعيد ، وعمرو بعمرو بن سعيد بن العاص قتل باليرموك (٣).
وقال فضيل بن مرزوق : حدّثني شقيق بن عقبة ، عن قرّة بن الحارث ، عن جون (٤) بن قتادة قال : كنت مع الزّبير يوم الجمل ، فكانوا يسلّمون عليه بالإمرة.
وقال حصين بن عبد الرحمن ، عن عمرو بن جاوان قال : كان أوّل قتيل
__________________
(١) في نسخة دار الكتب «عتبة» وهو تحريف.
(٢) ابن سعد في الطبقات ٨ / ٢٣٠ ، ٢٣١.
(٣) ابن سعد ٣ / ١٠١.
(٤) في ع (جول) ولعلّه من تصحيف السمع ، إذا كان النّاسخ يملي عليه ممل.