ولطلحة حكايات سوى هذه في السّخاء.
وعن محمد بن إبراهيم التّيميّ قال : كان يغلّ طلحة بالعراق أربعمائة ألف ، ويغلّ بالسّراة عشرة آلاف دينار ، وكان يكفي ضعفاء بني تيم ، ويقضي ديونهم ، ويرسل إلى عائشة كلّ سنة بعشرة آلاف (١).
وقال عمرو بن دينار : حدّثني مولى لطلحة أنّ غلّته كانت كلّ يوم ألف درهم (٢).
وقال الواقديّ : حدّثني إسحاق بن يحيى ، عن موسى بن طلحة ، أنّ معاوية سأله : كم ترك أبو محمد من العين؟ قال : ترك ألف ألف ومائتي درهم ، ومائتي ألف دينار ، فقال : عاش سخيّا حميدا ، وقتل فقيدا (٣).
قد ذكرنا أنّ مروان كان في جيش طلحة والزّبير يوم الجمل وأنّه رمى بسهم على طلحة فقتله (٤) ، فقال مجالد ، عن الشّعبي قال : رأى عليّ طلحة في بعض الأودية ملقى ، فنزل فمسح التّراب عن وجهه ، ثمّ قال : عزيز عليّ أبا محمد أنّ أراك مجدّلا في الأودية ، ثمّ قال : إلى الله أشكو عجري وبجري. قال الأصمعيّ : معناه : سرائري وأحزاني التي تموج في جوفي (٥).
وقال ليث ، عن طلحة بن مصرّف ، إنّ عليا انتهى إلى طلحة وقد مات ، فنزل وأجلسه ، ومسح الغبار ، عن وجهه ولحيته ، وهو يترحم عليه
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٢١ ، ٢٢٢ ، تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٨٥.
(٢) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٢٢ ، والمعجم الكبير ١ / ١١٢ رقم ١٩٦ ، وحلية الأولياء ١ / ٨٨ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٨٥ وفيه «ألف واف درهم ودانقين» ، ومجمع الزوائد ٩ / ١٤٨ وقال :
رواه الطبراني ، ورجاله ثقات إلّا أنه مرسل.
(٣) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٢٢ ، تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٨٥ والواقدي متروك.
(٤) قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ١ / ٣٦ : (قاتل طلحة في الوزر بمنزلة قاتل عليّ).
(٥) تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٨٩.