سنة سبع وثلاثين
وقعة صفّين (١)
قال محمد بن سعد : أنبأ محمد بن عمر قال : لمّا قتل عثمان ، كتبت نائلة زوجته إلى الشام إلى معاوية كتابا تصف فيه كيف دخل على عثمان وقتل ، وبعثت إليه بقميصه بالدّماء ، فقرأ معاوية الكتاب على أهل الشّام ، وطيّف بالقميص في أجناد الشّام ، وحرّضهم على الطّلب بدمه ، فبايعوا معاوية على الطّلب بدمه.
ولمّا بويع عليّ بالخلافة قال له ابنه الحسن وابن عبّاس : اكتب الى معاوية فأقره على الشّام ، وأطمعه فإنّه سيطمع ويكفيك نفسه وناحيته ، فإذا بايع لك النّاس أقررته أو عزلته ، قال : فإنّه لا يرضى حتّى أعطيه عهد الله تعالى وميثاقه أن لا أعزله ، قالا : لا تعطه ذلك. وبلغ ذلك معاوية فقال : والله لا ألي له شيئا ولا أبايعه ، وأظهر بالشّام أنّ الزّبير بن العوّام قادم عليهم ، وأنّه مبايع له ، فلمّا بلغه (أمر الجمل) أمسك ، فلمّا بلغه قتل الزّبير (٢) ترحّم عليه وقال : لو قدم علينا لبايعناه وكان أهلا.
__________________
(١) صفّين اليوم في موضع قرية (أبي هريرة) بقرب الرقة ، في شمال سورية ، على شاطئ الفرات.
(٢) في المنتقى لابن الملّا (ابن الزّبير) وهو وهم.