بالأشتر والأشعث ، والله ما مثل هذا إلّا كما قال الشاعر :
أخو الحرب إن عضّت به الحرب عضّها |
|
وإن شمّرت يوما به الحرب شمّرا |
كليث هزبر كان يحمي ذماره |
|
رمته المنايا قصدها فتقصّرا (١) |
ثمّ قال : لو قدرت نساء خزاعة أن تقاتلني فضلا عن رجالها لفعلت (٢). وفي الطبقات لابن سعد ، من حديث عمرو بن شراحيل ، عن حنش (٣) بن عبد الله الصّنعاني (٤) عن عبد الله بن زرير (٥) الغافقيّ قال : لقد رأيتنا يوم صفّين ، فاقتتلنا نحن وأهل الشّام ، حتّى ظننت أنّه لا يبقى أحد ، فأسمع صائحا يصيح : معشر النّاس ، الله الله في النّساء والولدان من الروم ومن التّرك ، الله الله (٦).
والتقينا ، فأسمع حركة من خلفي ، فإذا عليّ يعدو بالرّاية حتّى أقامها ، ولحقه ابنه محمد بن الحنفيّة (٧) ، فسمعته يقول : يا بنيّ الزم رايتك ، فإنّي متقدّم في القوم ، فأنظر إليه يضرب بالسّيف حتّى يفرج له ، ثمّ يرجع فيهم.
__________________
(١) البيتان في الاستيعاب ٢ / ٢٦٩ ، وديوان حاتم الطائي ١٢١ ، ومروج الذهب ٢ / ٣٩٨ ، وهما في الأخبار الطوال ـ ص ١٧٦ هكذا :
أخو الحرب إن عضّت به الحرب عضّها |
|
وإن شمّرت عن ساقها الحرب شمّرا |
كليث عرين بات يحمي عرينه |
|
رمته المنايا قصدها فتقطّرا |
والبيتان أيضا في نهاية الأرب ٢٠ / ١٣١ ، وورد البيت الأول فقط في : تاريخ الطبري ٥ / ٢٤ ، والكامل لابن الأثير ٣ / ٣٠٢ ، وانظر شرح ابن أبي الحديد ١ / ٤٨٦ ، والتذكرة الحمدونية ٢ / ٣٩٩.
(٢) وقعة صفين ٢٧٦ ـ ٢٧٨.
(٣) في نسخة دار الكتب «حبش» ، والتصحيح من بقية النسخ.
(٤) في منتقى الأحمدية «الصغاني» ، وهو تحريف.
(٥) في نسخة دار الكتب مهمل ، والتصويب من «المشتبه في أسماء الرجال» ١ / ٣٣٦ ، وورد في النسخة (ع) و (ح) «ندير» وهو خطأ ، وانظر طبقات ابن سعد ٧ / ٥١٠.
(٦) مروج الذهب ٢ / ٤٠٠ ، والأخبار الطوال ٧١٩.
(٧) (ابن الحنفيّة) مستدركة من ابن الملا.