يقول : إنّ ذا الكلاع قد أصيب ، وهو في الميسرة ، أفتأذن لنا في دفنه؟ فقال الأشعث لرسوله أقرئه السّلام ، وقل إنّي أخاف أن يتّهمني أمير المؤمنين ، فاطلبوا ذلك إلى سعيد بن قيس الهمدانيّ فإنّه في الميمنة ، فذهب إلى معاوية فأخبره فقال : ما عسيت أن أصنع ، وقد كانوا منعوا أهل الشّام أن يدخلوا عسكر عليّ ، خافوا أن يفسدوا أهل العسكر ، فقال : معاوية لأصحابه : لأنا أشدّ فرحا بقتل ذي الكلاع منّي بفتح مصر لو افتتحتها (١) ، لأنّ ذا الكلاع كان يعرض لمعاوية في أشياء كان يأمر بها ، فخرج ابن ذي الكلاع الى سعيد ابن قيس ، فاستأذنه في أبيه فأذن له ، فحملوه على بغل وقد انتفخ.
وشهد صفّين مع معاوية من الصّحابة : عمرو بن العاص السّهميّ ، وابنه عبد الله ، وفضالة بن عبيد الأنصاري ، ومسلمة بن مخلد ، والنّعمان بن بشير ، ومعاوية بن حديج الكندي ، وأبو غادية الجهنيّ قاتل عمّار ، وحبيب ابن مسلمة الفهري ، وأبو الأعور السّلميّ ، وبسر بن أرطاة (٢) العامريّ (٣).
تحكيم الحكمين (٤)
عن عكرمة قال : حكّم معاوية عمرو بن العاص ، فقال الأحنف بن قيس لعليّ : حكّم أنت وابن عبّاس ، فإنّه رجل مجرّب ، قال : أفعل ، فأبت اليمانيّة وقالوا : لا ، حتّى يكون منّا رجل ، فجاء ابن عبّاس إلى عليّ لمّا رآه قد همّ أن يحكّم أبا موسى الأشعريّ ، فقال له : علام تحكّم أبا موسى ، فو الله لقد عرفت رأيه فينا ، فو الله ما نصرنا ، وهو يرجو ما نحن فيه ، فتدخله
__________________
(١) (لو افتتحتها) سقطت من نسخة الدار ، فاستدركتها من أربع نسخ.
(٢) في (ع) و (ح) (بسر بن أبي أرطاة) وكلاهما صحيح ، وفي الأحمدية (بشر) وهو تصحيف.
(٣) هنا في هامش ح : الحمد لله ، مررت على هذه الكرّاسة وأصلحتها ، وقابلتها على نسخة بخطّ البدر البشتكي ، فصحّت ولله الحمد. قاله يوسف سبط ابن حجر.).
(٤) هذا العنوان وما يتبعه إلى ترجمة سيّدنا (أويس) ساقط من نسخة الدار ، فاستدركته من باقي النسخ.