فزوّجه أمة اسمها سميّة ، فولدت له عمّارا ، فلمّا بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم أسلم عمّار وأبواه وأخوه عبد الله ، وقتل أخوهما حريث في الجاهلية.
وعن عمّار قال : لقيت صهيبا على باب دار الأرقم ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم فيها ، فدخلنا فأسلمنا (١).
وعن عمر بن الحكم قال : كان عمّار يعذّب حتّى لا يدري ما يقول ، وكذا صهيب ، وعامر بن فهيرة. وفيهم نزلت (وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا) (٢).
وقال أبو بلج (٣) عن عمرو بن ميمون قال : أحرق المشركون عمّار بن ياسر بالنّار ، فكان الرسول صلىاللهعليهوسلم يمرّ به ويمرّ يده على رأسه فيقول : «(يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً) على عمّار كما كنت على إبراهيم ، تقتلك الفئة الباغية». رواه ابن سعد (٤) ، عن يحيى بن حمّاد ، أنبأ أبو عوانة ، عنه.
وقال القاسم بن الفضل : ثنا عمرو (٥) بن مرّة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن عثمان بن عفّان قال : أقبلت أنا ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم آخذ بيدي نتماشى في البطحاء حتّى أتينا على أبي عمّار ، وعمّار ، وأمّه ، وهم
__________________
(١) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣ / ٢٤٧ من طريق عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمّار بن ياسر ، عن أبيه ، قال : قال عمّار بن ياسر .. بنحوه ورواية أطول من هنا.
(٢) سورة النحل ، الآية ٤١ وفي النسخ «فتنوا» بدل «ظلموا» وكذا في طبقات ابن سعد ٣ / ٢٤٨ من طريق محمد بن عمر (الواقدي) قال : حدّثني عثمان بن محمد ، عن عبد الحكيم بن صهيب ، عن عمر بن الحكم. والواقديّ متروك.
(٣) في نسخة القدسي ٣ / ٣٤٧ «بلخ» بالخاء ، وهو تصحيف ، والتصحيح من سير أعلام النبلاء ١ / ٤١٠ وهو أبو بلج الفزاري الكوفي الواسطي.
(٤) في الطبقات ٣ / ٢٤٨ من طريق يحيى بن حمّاد ، قال أخبرنا أبو عوانة ، عن أبي بلج ، عن عمرو بن ميمون.
(٥) في النسخة (ع) «عمر» ، والمثبت من : سيرة أعلام النبلاء ١ / ٤١٠ وتهذيب التهذيب ٣ / ٤٣٢.