وقال داود بن أبي هند ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد : أمرنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ببناء المسجد ، فجعل ينقل عمّار لبنتين لبنتين ، فترب رأسه ، فحدّثني أصحابي أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم جعل ينفض رأسه ويقول : «ويحك يا بن سميّة! تقتلك الفئة الباغية» (١). روى آخره شعبة ، عن أبي مسلمة (٢) ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد قال : حدثني من هو خير منّي أبو قتادة ، أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قاله (٣).
وقال شعبة : أخبرني عمرو بن دينار ، سمعت أبا هشام يحدّث عن أبي سعيد الخدريّ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعمّار : «تقتلك الفئة الباغية» (٤).
وقال أحمد بن المقدام العجليّ ، عن عبد الله بن جعفر ، حدّثني العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، نحوه.
وقال عبد العزيز الدّراورديّ ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أبشر عمّار تقتلك الفئة الباغية». قال التّرمذيّ (٥) : صحيح غريب من حديث العلاء.
__________________
= فهو محمول على أنه كان يكتب في مصحفه بعض الأحكام والتفاسير مما يعتقد أنه ليس بقرآن ، وكان لا يعتقد تحريم ذلك. وكان يراه كصحيفة يثبت فيها ما يشاء. وكان رأي عثمان والجماعة منع ذلك لئلّا يتطاول الزمان فيظنّ ذلك قرآنا.
وقال الأبيّ في شرحه لمسلم ٢ / ٤٣٤ ، ٤٣٥ : «هذا الخبر وأمثاله ممّا يطعن به الملحدة ، في نقل القرآن متواترا ، فيجب أن يحمل على أنّ ذلك كان قرآنا ونسخ ، ولم يعلم بالنسخ بعض من خالف فبقي على الأول. ولعلّ هذا إنّما وقع من بعضهم قبل أن يبلغه مصحف عثمان المجمع عليه ، المحذوف منه كل منسوخ ، وأمّا بعد بلوغه ، فلا يظنّ بأحد منهم أنه خالف فيه».
(١) أخرجه مسلم في الفتن (٢٩١٥) ، باب لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة .. ، وأحمد في المسند ٣ / ٥ ، وابن سعد في الطبقات ٣ / ٢٥٢.
(٢) في طبعة القدسي ٣ / ٣٥٠ «سلمة» ، وهو تحريف ، والتصويب من طبقات ابن سعد.
(٣) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٥٢ ، ٢٥٣.
(٤) أخرجه ابن سعد ٣ / ٢٥٢.
(٥) في مناقب عمّار بن ياسر (٣٨٨٨) وفيه «أبشر يا عمّار».