وقال سعد بن إبراهيم ، عن رجل ، سمع عمّارا بصفّين ينادي : أزفت الجنان ، وزوّجت الحور العين ، اليوم نلقى حبيبنا صلىاللهعليهوسلم.
وقال حمّاد بن سلمة : ثنا أبو حفص كلثوم بن جبر ، عن أبي غادية الجهنيّ. قال : سمعت عمّار بن ياسر يقع في عثمان يشتمه بالمدينة ، فتوعّدته بالقتل ، فلمّا كان يوم صفّين جعل يحمل على النّاس ، فحملت عليه وطعنته في ركبته فوقع ، فقتلته. تمام الحديث. فقيل : قتل عمّار.
وأخبر عمرو بن العاص فقال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «قاتل عمّار وسالبه في النّار (١)».
وقال أيّوب ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «قاتل عمّار وسالبه في النّار» (٢).
وقال الواقديّ وغيره : استلحمت الحرب بصفّين ، وكادوا يتفانون ، فقال معاوية : هذا يوم تفانى فيه العرب إلّا أن تدركهم خفّة العبد ، يعني عمّارا ، وكان القتال الشديد ثلاثة أيام ولياليهنّ آخرهنّ ليلة الهرير ، فلمّا كان اليوم الثالث ، قال عمّار لهاشم بن عتبة ومعه اللّواء : احمل فداك أبي وأمي ، فقال هاشم : يا عمّار إنّك رجل تستخفّك الحرب ، وإنّي إنّما أزحف باللواء رجاء أن أبلغ بذلك بعض ما أريد (٣).
وقال قيس بن أبي حازم : قال عمار : ادفنوني في ثيابي ، فإنّي رجل مخاصم (٤).
قال أبو عاصم النّبيل : توفي عن ثلاث وتسعين سنة. وكان لا يركب
__________________
(١) إسناده حسن ، وأخرجه أحمد ٤ / ١٩٨ ، وابن سعد ٣ / ٣٦٠ ، ٣٦١.
(٢) ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» ٩ / ٢٩٧ وقال : رواه الطبراني.
(٣) ابن سعد ٣ / ٢٦١.
(٤) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣ / ٢٦٢ من طريق : وكيع ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن يحيى بن عابس ، قال : عمّار ..