يومئذ. وكان ممّن ألّب على عثمان ، وسار إليه وأبلى شرّا. وكان خطيبا بليغا فارسا. حضر صفّين وبين يومئذ ، وكاد أن يظهر على معاوية ، فحلّ عليه أصحاب عليّ لمّا رأوا المصاحف على الأسنّة ، فوبّخهم الأشتر ، وما أمكنه مخالفة عليّ ، وكفّ بقومه عن القتال (١).
قال عبد الله بن سلمة المراديّ : نظر عمر بن الخطّاب إلى الأشتر ، وأنا عنده فصعّد فيه عمر النّظر ، ثمّ صوّبه ، ثمّ قال : إنّ للمسلمين من هذا يوما عصيبا. ثمّ إنّ عليّا لما انصرف من صفّين أو بعدها ، بعث الأشتر على مصر ، فمات في الطّريق مسموما ، وكان عليّ يتبرّم به ويكرهه ، لأنّه كان صعب المراس ، فلمّا بلغه موته قال : للمنخرين والفم.
وقيل : إنّ عبدا لعثمان لقيه فسمّ له عسلا وسقاه ، فبلغ عمرو بن العاص فقال : إنّ لله جنودا من عسل (٢).
وقال عوانة بن الحكم وغيره : لمّا جاء نعي الأشتر إلى عليّ رضياللهعنه قال : إنّا لله : مالك ، وما مالك وكلّ هالك ، وهل موجود مثل ذلك ، لو كان من حديد لكان قيدا ، أو كان من حجر لكان صلدا ، على مثل مالك فلتبك البواكي (٣).
__________________
= الكامل في التاريخ ٣ / ٣١٥ ـ ٣١٩ و ٣٥٢ ـ ٣٥٤ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٢٩٩ ، وفيات الأعيان ٣ / ١٨ و ٧ / ١٩٥ ، ١٩٦ ، الأمالي للقالي ١ / ٨٥ ، الكاشف ٣ / ٩٩ رقم ٥٣٣٧ ، العبر ١ / ٤٥ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٣٤ ، ٣٥ رقم ٦ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ١١ ، ١٢ رقم ٨ ، تقريب التهذيب ٢ / ٢٢٤ رقم ٨٦٤ ، الإصابة ٣ / ٤٨٢ رقم ٨٣٤١ ، النجوم الزاهرة ١ / ١٠٢ ، وما بعدها ، خلاصة تذهيب التهذيب ٣٦٦.
(١) انظر تاريخ الطبري ٥ / ٤٨ وما بعدها.
(٢) انظر : أسماء المغتالين لابن حبيب ٢ / ٥٩ تحقيق عبد السلام هارون.
(٣) ولاة مصر وقضاتها للكندي ٢٤.