وقيل توفّي فيها (أمّ المؤمنين ميمونة) ، وحسّان بن ثابت الأنصاري ، وسيأتيان.
* * *
وكان عليّ قد تجهّز يريد معاوية ، فردّ من عانات ، واشتغل بحرب الخوارج الحروريّة ، وهمّ العبّاد والقرّاء من أصحاب عليّ الذين مرقوا من الإسلام ، وأوقعهم الغلوّ في الدّين إلى تكفير العصاة بالذّنوب ، وإلى قتل النّساء والرجال ، إلّا من اعترف لهم بالكفر وجدّد إسلامه.
ابن سعد : أنا محمد بن عمر ، ثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، سمع محمد بن الحنفيّة يقول : كان أبي يريد الشّام ، فجعل يعقد لواءه ، ثمّ يحلف لا يحلّه حتّى يسير ، فيأبى عليه النّاس ، وينتشر عليه رأيهم ، ويجبنون (١) فيحله ويكفّر عن يمينه ، فعل ذلك أربع مرّات ، وكنت أرى حالهم فأرى ما لا يسرّني. فكلّمت المسور بن مخرمة يومئذ ، وقلت : ألا تكلّمه أين يسير بقوم لا والله ما أرى عندهم طائلا ، قال : يا أبا القاسم يسير الأمر قد حمّ ، قد كلّمته فرأيته يأبى إلّا المسير.
قال ابن الحنفيّة : فلمّا رأى منهم ما رأى قال : اللهمّ إنّي قد مللتهم وقد ملّوني ، وأبغضتهم وأبغضوني ، فأبدلني خيرا منهم ، وأبدلهم شرّا (٢) منّي.
__________________
(١) في نسخة الدار هنا تصحيفات ، صحّحتها من (طبقات ابن سعد ٥ / ٩٣).
(٢) في نسخة الدار (خيرا) عوض (شرا) وهو تحريف صحّحته من منتقى الاحمدية ، و (ع) وطبقات ابن سعد ٣ / ٩٣.