أو كاد ، يقرأ آية يردّدها ويبكي : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ) (١) الآية (٢).
وقال أبو نباتة يونس بن يحيى ، عن المنكدر بن محمد ، عن أبيه ، إنّ تميما الدّاريّ نام ليلة لم يقم بتهجّد ، فقام سنة لم ينم فيها ، عقوبة للذي صنع (٣).
الجريريّ ، عن أبي العلاء ، عن رجل قال : أتيت تميما الدّاريّ فتحدثنا حتّى استأنست إليه ، فقلت : كم جزؤك؟ قال : لعلّك من الذين يقرأ أحدهم القرآن ثمّ يصبح فيقول : قد قرأت القرآن في هذه اللّيلة ، فو الّذي نفسي بيده لأن أصلّي ثلاث ركعات نافلة أحبّ إليّ من أن أقرأ في ليلة ، فأصبح فأقول : قرأت القرآن اللّيلة ، فلمّا أغضبني قلت : والله إنّكم معاشر صحابة رسول الله صلىاللهعليهوسلم من بقي منكم لجدير أن تسكتوا ، فلا تعلموا وتعنوا من سألكم (٤) ، فلمّا رآني قد غضبت لان وقال : ألا أحدّثك يا بن أخي ، أرأيت إن كنت أنا مؤمنا قويّا ، وأنت مؤمن ضعيف ، فتحمل قوّتي على ضعفك ، فلا تستطيع فتنبتّ ، أو رأيت إن كنت مؤمنا قويا وأنا مؤمن ضعيف [أتيتك بنشاطي حتى] (٥) أحمل قوّتك على ضعفي ، فلا أستطيع ،
__________________
(١) سورة الجاثية ، الآية ٢١.
(٢) أخرجه الطبراني برقم (١٢٥٠) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة ، عن غندر ، عن شعبة ، عن عمرو بن قرة بهذا الإسناد ، ورجاله ثقات. ونسبه ابن حجر في الإصابة ١ / ١٨٤ الى البغوي في «الجعديات» ، ورواه ابن المبارك في الزهد ٣١ رقم ٩٤ ، وأحمد في الزهد ١٨٢ ، وابن نصر في قيام الليل ٦٠ ، الصفوة ١ / ٧٣٨.
(٣) نسبه ابن عساكر لابن أبي الدنيا. (تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٣٥٩) ، صفة الصفوة ١ / ٧٣٩.
(٤) في تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٣٥٩ «وأن تضعوا من سألكم» ، وفي سير أعلام النبلاء ٢ / ٤٤٦ «وأن تعنّفوا من سألكم».
(٥) ما بين الحاصرتين نقلته عن «الزهد» لابن المبارك ٤٧١ رقم ١٣٣٩ ، وفي تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٣٥٩ «ثم أتيتك ببساطي حتى» ، وفي طبعة القدسي ٣ / ٣٧٢ «إنك لشاطي حين» ، وهي عبارة لا معنى لها. وقد سقطت أيضا من سير أعلام النبلاء ٢ / ٤٤٦.