فأنبتّ ، ولكن خذ من نفسك لدينك ، ومن دينك لنفسك ، حتّى يستقيم بك الأمر على عبادة تطيقها. رواه ابن المبارك في «كتاب الزهد» ، عن الجريريّ (١).
وروى حمّاد بن سلمة ، عن الجريريّ ، عن أبي العلاء ، عن معاوية بن حرمل قال : قدمت المدينة فلبثت في المسجد ثلاثا لا أطعم ، فأتيت عمر ، فقلت : يا أمير المؤمنين تائب من قبل أن يقدر عليّ ، قال : من أنت؟ قلت : معاوية بن حرمل ، قال : اذهب إلى خير المؤمنين فانزل عليه.
قال : وكان تميم الدّاريّ إذا صلّى ضرب بيده عن يمينه وشماله ، فأخذ رجلين فذهب بهما ، فصلّيت إلى جنبه ، فأخذني ، فأتينا بطعام ، فأكلت أكلا شديدا ، وما شبعت من شدة الجوع. فبينا نحن ذات ليلة إذ خرجت نار بالحرّة ، فجاء عمر إلى تميم فقال : قم إلى هذه النّار. فقال : يا أمير المؤمنين ، ومن أنا ، وما أنا ، فلم يزل به حتّى قام معه ، وتبعتهما ، فانطلق إلى النّار ، فجعل تميم يحوشها بيده ، حتّى دخلت الشّعب ، ودخل تميم خلفها ، فجعل عمر يقول : ليس من رأى كمن لم ير ، قالها ثلاثا (٢). رواه عفّان عنه. ومعاوية هذا لا يعرف (٣).
قتادة ، عن ابن سيرين ، أنّ تميما الدّاريّ اشترى رداء بألف درهم يخرج فيه إلى الصّلاة (٤).
__________________
(١) الزهد لابن المبارك ٤٧١ ، ٤٧٢ رقم ١٣٣٩ من طريق سعيد الجريريّ ، عن أبي العلاء ، عن رجل قال : ... ، وتهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٣٥٩ ، وصفة الصفوة ١ / ٧٣٩.
(٢) تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٣٦٠.
(٣) قال ابن حجر في الإصابة ٣ / ٤٩٧ رقم (٨٤٣٤) : «معاوية بن حرمل الحنفي صهر مسيلمة الكذاب. له إدراك ، وكان مع مسيلمة في الردّة ، ثم قدم على عمر تائبا» ثم أخرج الخبر عن :
البغوي ، من طريق الجريريّ ، عن أبي العلاء عن معاوية بن حرمل.
(٤) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٢ / ٤٩ رقم (١٢٤٨) من طريق أبي كريب ، عن وكيع ، عن همام ، عن قتادة ، عن ابن سيرين ، قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» ٥ / ١٣٥ : ورجاله رجال الصحيح. صفة الصفوة ١ / ٧٣٨.