وقال فطر (١) ، عن أبي الطّفيل : إنّ عليّا رضياللهعنه تمثّل :
اشدد حيازيمك للموت |
|
فإنّ الموت لاقيكا (٢) |
ولا تجزع من القتل (٣) |
|
إذا حلّ بواديكا (٤) |
وقال ابن عيينة ، عن عبد الملك بن أعين ، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدّؤليّ ، عن أبيه ، عن عليّ قال : أتاني عبد الله بن سلّام ، وقد وضعت قدمي في الغرز ، فقال لي ، لا تقدم العراق فإنّي أخشى أن يصيبك بها ذباب السّيف ، قلت : وايم الله لقد اخبرني به رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال أبو الأسود : فما رأيت كاليوم قطّ محاربا يخبر بذا عن نفسه (٥).
قال ابن عيينة : كان عبد الملك رافضيّا.
وقال يونس بن بكير : حدّثني عليّ بن أبي (٦) فاطمة ، حدّثني الأصبغ الحنظليّ قال : لمّا كانت اللّيلة التي أصيب فيها عليّ أتاه ابن النّبّاح (٧) حين طلع الفجر ، يؤذنه بالصّلاة ، فقام يمشي ، فلمّا بلغ الباب الصغير ، شدّ عليه عبد الرحمن بن ملجم ، فضربه ، فخرجت أمّ كلثوم (٨) فجعلت تقول :
__________________
(١) في نسخة دار الكتب «قطر» بالقاف ، وهو تصحيف ، والتصحيح من بقية النسخ.
(٢) في طبقات ابن سعد ٣ / ٣٣ «آتيك» ، وكذا في صفة الصفوة ١ / ٣٣٣ والحيازيم : مفردها حيزوم. وهو ما اشتمل عليه الصدر. والمعنى. وطّن نفسك على الموت.
(٣) في طبقات ابن سعد «الموت» وكذا في منتقى الأحمدية.
(٤) في الطبقات «بواديك». والبيتان في «الكامل» للمبرّد ٣ / ٩٣٢ وصفة الصفوة ١ / ٣٣٣ ، ومجمع الزوائد ٩ / ١٣٨ ، والمعجم الكبير ١ / ١٠٥ وأنساب الأشراف ٤٩٩.
(٥) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٤٠ وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وتعقّبه الذهبي في تلخيصه فقال : ابن بشار ذو مناكير وابن أعين غير مرضيّ. وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» ٩ / ١٣٨ وقال : رواه ابو يعلى والبزار بنحوه ، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير إسحاق بن أبي إسرائيل وهو ثقة مأمون. وانظر : ذخائر العقبي ١٠٢.
(٦) (أبي) مستدركة من (ع) ، والتقريب.
(٧) هو عامر بن النّبّاح مؤذّن عليّ رضياللهعنه.
(٨) أمّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب وزوج عمر بن الخطاب رضياللهعنهم أجمعين. انظر عنها :
طبقات ابن سعد ٨ / ٤٦٣.