وقيل : إنّه أوّل من أسلم من الأنصار (١).
* * *
وفيها لمّا استحرّ القتل بقرّاء القرآن يوم اليمامة أمر أبو بكر بكتابة القرآن زيد بن ثابت ، فأخذ يتتبّعه من العسب واللّخاف وصدور الرجال (٢) ، حتّى جمعه زيد في صحف.
* * *
قال محمد بن جرير الطّبريّ (٣) : ولمّا فرغ خالد من فتوح مدائن كسرى التي بالعراق صلحا وحربا خرج لخمس بقين من ذي القعدة متكتّما بحجّته ، ومعه جماعة تعتسف (٤) البلاد حتّى أتى مكة ، فتأتّى له من ذلك ما لم يتأتّ لدليل ، فسار طريقا من طرق الحيرة (٥) لم ير قطّ أعجب منه ولا أصعب ، فكانت غيبته عن الجند يسيرة ، فلم يعلم بحجّه أحد إلّا من أفضى إليه بذلك.
فلمّا علم أبو بكر بحجّه عتبة وعنّفه وعاقبه بأن صرفه إلى الشّام ، فلمّا وافاه كتاب أبي بكر عند منصرفه من حجّه بالحيرة يأمره بانصرافه إلى الشّام حتّى يأتي من بها من جموع المسلمين باليرموك ، ويقول له : إيّاك أن تعود لمثلها (٦).
__________________
(١) الإصابة ١ / ١٥٨.
(٢) أخرجه البخاري في فضائل القرآن ٩ / ٨ ، ١١ باب جمع القرآن ، وأحمد في المسند ٥ / ١٨٨ ، و ١٨٩ ، والفسوي في المعرفة والتاريخ ١ / ٤٨٥ ، والطبراني في المعجم الكبير (٤٩٠١) ، وابن أبي داود في المصاحف ٦ و ٩ والعسب : جمع عسيب. وهو جريد النخل إذا نحّي عنه خوصه.
وكانوا يكتبون في تلك الأشياء لقلّة القراطيس عندهم في ذلك الوقت.
(٣) في تاريخ الرسل والملوك ٣ / ٣٨٤.
(٤) اعتسف الطريق : إذا قطعه دون صوب توخّاه فأصابه.
(٥) عند الطبري «طرق أهل الجزيرة».
(٦) الطبري ٣ / ٣٨٤ ، ٣٨٥ ، الكامل لابن الأثير ٢ / ٤٠٠.