قال ابن إسحاق : ثمّ ساروا جميعا قبل فلسطين ، فالتقوا بأجنادين (١) بين الرّملة ، وبيت جبرين (٢) ، والأمراء كلّ على جنده ، وقيل : إنّ عمرا كان عليهم جميعا ، وعلى الروم القبقلار (٣) فقتل ، وانهزم المشركون يوم السبت لثلاث من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة (٤).
فاستشهد نعيم بن عبد الله بن النّحّام ، وهشام بن العاص ، والفضل بن العبّاس ، وأبان بن سعيد (٥).
وقال الواقديّ : الثّبت عندنا أنّ أجنادين كانت في جمادى الأولى ، وبشّر بها أبو بكر وهو بآخر رمق (٦).
وقال ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة قال : قتل من المسلمين يوم أجنادين عمرو ، وأبان ، وخالد بنو سعيد بن العاص بن أميّة ، والطّفيل بن عمرو ، وعبد الله بن عمرو الدوسيّان ، وضرار بن الأزور ، وعكرمة بن أبي
__________________
(١) أجنادين : بالفتح ثم السكون ، ونون وألف ، وتفتح الدال فتكسر معها النون ، فيصير بلفظ التثنية ، وتكسر الدال وتفتح الدال بلفظ الجمع. وأكثر أصحاب الحديث يقولون إنه بلفظ التثنية. وهي بين الرملة وبيت جبرين من أرض فلسطين. (الكامل لابن الأثير ٢ / ٤١٧).
(٢) في نسخة دار الكتب «جرش» بدل «جبرين» وهو تحريف. وبيت جبرين بليد بين بيت المقدس وغزّة. (معجم البلدان ١ / ٥١٩).
(٣) في الأصل وغيره «القيقلان» ، والتصويب من تاريخ خليفة ١١٩ ، وتاريخ الطبري ٣ / ٤١٧ ، والكامل لابن الأثير ٢ / ٤١٧.
و «القبقلار» رتبة عسكرية عند الروم. ويسمّيه الأزدي في «فتوح الشام» ـ ص ٨٩ «وردان».
(٤) تاريخ خليفة ١١٩ ، فتوح الشام للأزدي ٩٣ ، تاريخ الطبري ٣ / ٤١٩ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٤١٧ ، وانظر : المعرفة والتاريخ ٣ / ٢٩٥ و ٢٩٦.
(٥) تاريخ خليفة ١٢٠ ، وتاريخ الطبري ٣ / ٤١٨ ، وفتوح الشام للأزدي ٩١.
(٦) وقال الأزدي في فتوح الشام ـ ص ٩٣ كانت وقعة أجنادين «قبل وفاة أبي بكر رضياللهعنه بأربع وعشرين ليلة». وانظر تهذيب تاريخ دمشق ١ / ١٤٥ حيث ينقل الذهبي عن ابن عساكر.