وقال أيّوب ، عن أبي قلابة : إنّ كعب الأحبار قال : لن يملك أحد هذه الأمة ما ملك معاوية.
قال سويد بن سعيد : نبأ ضمام بن إسماعيل بالإسكندرية : سمعت أبا قبيل حييّ بن هانئ يخبر عن معاوية ، وصعد المنبر يوم الجمعة ، فقال عند خطبته : أيّها الناس ، إنّ المال مالنا ، والفيء فيئنا ، من شئنا أعطينا ، ومن شئنا منعنا ، فلم يجبه أحد ، فلما كانت الجمعة الثانية قال مثل ذلك ، فلم يجبه أحد ، فلما كانت الجمعة الثالثة قال مثل مقالته ، فقام رجل فقال : كلّا ، إنما المال مالنا والفيء فيئنا ، من حال بيننا وبينه حكّمناه إلى الله بأسيافنا. فنزل معاوية ، فأرسل إلى الرجل ، فأدخل عليه ، فقال القوم : هلك ، ففتح معاوية الأبواب ، ودخل الناس ، فوجدوا الرجل معه على السرير ، فقال : إنّ هذا أحياني أحياه الله ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «ستكون أئمة من بعدي. يقولون فلا يردّ عليهم قولهم ، يتقاحمون في النار تقاحم القردة» ، وإني تكلمت فلم يرد عليّ أحد ، فخشيت أن أكون منهم ، ثم تكلّمت الثانية ، فلم يردّ علي أحد ، فقلت في نفسي : إنّي من القوم ، ثم تكلّمت الجمعة الثالثة ، فقام هذا فردّ عليّ فأحياني أحياه الله ، فرجوت أن يخرجني الله منهم ، فأعطاه وأجازه.
هذا حديث حسن.
محمد بن مصفّى : ثنا بقيّة ، عن بحير (١) بن سعيد ، عن خالد بن معدان قال : وفد المقدام بن معديكرب ، وعمرو بن الأسود ، ورجل من الأسد له صحبة إلى معاوية ، فقال معاوية للمقدام : توفي الحسن ، فاسترجع ، فقال : أتراها مصيبة؟ قال : ولم لا ، وقد وضعه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في حجره وقال : «هذا منّي وحسين من عليّ». فقال للأسدي : ما تقول أنت؟ قال : جمرة أطفئت ، فقال المقدام : أنشدك الله هل سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ينهى عن لبس الذهب والحرير ، وعن جلود السباع والركوب عليها؟ قال : نعم ، قال : فو الله لقد
__________________
(١) بكسر المهملة ، وفي الأصل غير منقوط ، والتحقيق من (تهذيب التهذيب ١ / ٤٢١).