بالأبواء لما حجّ ، فأصابته لقوة ، يعني بطل نصفه (١).
المدائني ، عن أبي عبيد الله ، عن عبادة بن نسيّ قال : خطب معاوية فقال : إنّ من زرع قد استحصد ، وقد طالت إمرتي عليكم ، حتى مللتكم ومللتموني ، ولا يأتيكم بعدي خير منّي كما أنّ من كان قبلي خير منّي ، اللهمّ قد أحببت لقاءك ، فأحبب لقائي (٢).
الواقدي : ثنا ابن أبي سبرة ، عن مروان بن أبي سعيد بن المعلّى قال : قال معاوية ليزيد وهو يوصيه : اتّق الله ، فقد وطّأت لك الأمر ، وولّيت من ذلك ما ولّيت ، فإن يك خيرا ، فأنا أسعد به ، وإن كان غير ذلك ، شقيت به ، فارفق بالناس ، وإيّاك وجبة أهل الشرف والتكبّر عليهم. في كلام طويل ، أورده ابن سعد.
وروى يحيى بن معين ، عن عباس بن الوليد النّرسي ـ وهو من أقرانه ـ عن رجل ، أنّ معاوية قال ليزيد : إنّ أخوف ما أخاف شيئا عملته في أمرك ، وإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قلّم يوما أظفاره ، وأخذ من شعره ، فجمعت ذلك ، فإذا متّ فاحش به فمي وأنفي.
وروى عبد الأعلى بن ميمون بن مهران ، عن أبيه : أنّ معاوية قال في مرضه : كنت أوضّئ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوما ، فنزع قميصه وكسانيه ، فرقّعته ، وخبّأت قلامة أظفاره في قارورة ، فإذا متّ فاجعلوا القميص على جلدي ، واسحقوا تلك القلامة واجعلوها في عيني ، فعسى [الله أن يرحمني ببركتها] (٣).
حميد بن هلال ، عن أبي بردة بن أبي موسى قال : دخلت على معاوية
__________________
(١) أخرجه ابن عساكر مطوّلا في تاريخ دمشق ١٦ / ٣٧٥ ب.
(٢) أنساب الأشراف ٤ / ٤٤ ، الأمالي لأبي علي القالي ٢ / ٣١١ ، البداية والنهاية ٨ / ١٤١.
(٣) ما بين الحاصرتين ليس في الأصل ، استدركته من (تاريخ الطبري ٥ / ٣٢٧) ، والحديث في : أنساب الأشراف ٤ / ١٥٣ ، وتاريخ دمشق ١٦ / ٣٧٨ ب.