(٦٩)
شرح إعراب سورة الحاقة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(الْحَاقَّةُ) (١)
رفع بالابتداء.
(مَا الْحَاقَّةُ (٢) وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ) (٣)
(مَا الْحَاقَّةُ) (٢) مبتدأ وخبره وهما خبر عن الحاقة ، وفيه معنى التعظيم. والتقدير : الحاقة ما هي؟ إلا أن إعادة الاسم أفخم ، وكذا (وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ) (٣).
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ) (٤)
(عادٌ) منوّن لخفته و (ثَمُودُ) لا ينوّن على أنه اسم للقبيلة ، وينوّن على أنه اسم للحي. قال قتادة : بالقارعة أي بالساعة. قال غيره : لأنها تقرع قلوب الناس بهجومها عليهم.
(فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (٥) وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ) (٦)
وقال قتادة : بعث الله جلّ وعزّ عليهم صيحة فأهدتهم ، وقيل : فأهلكوا بالطغيان ، وقيل: بالجماعة الطاغية. قال أبو جعفر : وقول قتادة أصحّها أخبر الله بالمعنى الذي أهلكهم به لا بالسبب الذي أهلكهم من أجله كما أخبر في قصة عاد فقال جلّ ثناؤه : (وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ) قال قتادة : أي باردة ، وقال غيره : أي شديد الصوت (عاتِيَةٍ) زائدة على مقدار هبوبها.
(سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ) (٧)
(وَثَمانِيَةَ) أنثت الهاء في ثمانية ، وحذفت من سبع فرقا بين المذكر والمؤنّث