(١٠٧)
شرح إعراب سورة أرأيت (الماعون)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) (١)
هذه القراءة البيّنة ، ويجوز أن تأتي الهمزة بين بين فتقول : أرأيت ويجوز أريت بحذف الهمزة ، وعن عبد الله بن مسعود (أَرَأَيْتَكَ) (١) والكاف زائدة للخطاب وهمزة بين بين متحركة بوزنها مخففة ، كذا قال سيبويه ، فأما قول من قال : هي لا ساكنة ولا متحركة فمحال ؛ لأنها إذا لم تكن ساكنة فهي متحرّكة وإذا لم تكن متحرّكة فهي ساكنة فيجب على قوله أن تكون ساكنة متحرّكة. والدليل على أنها متحركة قوله :] البسيط]
٥٨٨ ـ أأن رأت رجلا أعشى أضرّ به |
|
ريب المنون ودهر مفند خبل (٢) |
فلو قلت : أأن لكان الوزن واحدا. وهمزة بين بين كثيرا ما يغلط فيها ، وهي من أصعب ما في النحو ، ومن دليل ما قلنا قوله عزوجل (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ)] البقرة : ٦] فلو كانت همزة بين بين ساكنة لاجتمع ساكنان ، وكذا أرأيت الياء ساكنة وهمزة بين بين متحركة ، ومن أسكنها وكسر الياء فقد جاء بما لا يجوز وما لا وجه له ولا تقدير في العربية ، ويجوز أن يكون «أرأيت» من رؤية العين فلا يكون في الكلام حذف وأن يكون من رؤية القلب فيكون التقدير : أرأيت الذي يكذّب بالدين بعد ما ظهر له من البراهين أليس مستحقا عذاب الله.
(فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ) (٢)
وقرأ أبو رجاء (يَدُعُّ الْيَتِيمَ) مخفّفة أي يتركه.
(وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ) (٣)
__________________
(١) انظر البحر المحيط ٨ / ٥١٧ ، ومعاني الفراء ٣ / ٢٩٤.
(٢) الشاهد للأعشى في ديوانه ١٠٥ ، والكتاب ٣ / ١٧٦ ، وجمهرة اللغة ٨٧٢ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٧٥ ، وشرح شافية ابن الحاجب ٣ / ٤٥ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٦٢ ، وشرح شواهد الشافية ٣٣٢ ، ولسان العرب (قبل) و (منن) ، وبلا نسبة في شرح المفصّل ٣ / ٨٣ ، والمقتضب ١ / ١٥٥.