هذا أبو قلابة قدم ، قال : ما أقدمه؟ قال : متعوّذا من الحجّاج ، أراده على القضاء ، فكتب له إلى الحجّاج بالوصاة ، فقال أبو قلابة : لن أخرج من الشّام. قال ابن سعد (١) : ثقة كثير الحديث ، ديوانه بالشّام. قال سليمان بن داود الخولانيّ : قلت لأبي قلابة ما هذه الصّلاة التي يصلّيها أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز؟ فقال : حدّثني عشرة من أفضل من أدركت من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنها صلاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقراءته وركوعه وسجوده (٢).
قال مالك بن أنس : مات أبو قلابة ، فبلغني أنّه ترك حمل بغل كتبا (٣).
وقال أيوب ، عن أبي رجاء مولى أبي قلابة ، إنّ عنبسة بن أبي سعيد قال لأبي قلابة : لا يزال هذا الجند بخير ما أبقاك الله بين أظهرهم (٤). قال ابن عيينة : ذكر أيّوب أبا قلابة فقال : كان والله من الفقهاء ذوي الألباب (٥).
وقال أبو حاتم الرازيّ (٦) : لا يعرف لأبي قلابة تدليس. ويروى أنّ أبا قلابة خرج حاجّا ، فتقدّم أصحابه في يوم صائف وهو صائم ، فأصابه عطش شديد ، فقال : اللهمّ إنّك قادر على أن تذهب عطشي من غير فطر ، فأظلّته سحابة فأمطرت عليه ، حتى بلّت ثوبيه ، وذهب عنه العطش (٧). وقال خالد الحذّاء : كنّا نأتي أبا قلابة ، فإذا حدّثنا بثلاثة أحاديث قال : قد أكثرت (٨). قال أيّوب السّختياني : لم يكن هاهنا أعلم بالقضاء من أبي قلابة ، لا أدري ما محمد (٩). وقال : لما مات عبد الرحمن بن أذينة القاضي ذكر أبو قلابة
__________________
(١) الطبقات الكبرى ٧ / ١٨٣.
(٢) تاريخ دمشق ٥٤٦.
(٣) المعرفة والتاريخ ١ / ٤٧٨.
(٤) حلية الأولياء ٢ / ٢٨٤.
(٥) الطبقات الكبرى ٧ / ١٨٣.
(٦) الجرح والتعديل ٥ / ٥٨.
(٧) تاريخ دمشق ٥٥٦.
(٨) حلية الأولياء ٢ / ٢٨٧ ، تاريخ دمشق ٥٥٧.
(٩) في طبقات ابن سعد ٧ / ١٨٣ : «ما أدري ما محمد لو خبر» ، وفي أخبار القضاة لوكيع ١ / ٢٣ : «ما أدري ما محمد لو أكره عليه» ، وفي تاريخ دمشق ٥٥٨ : «ما أدري ما محمد لو =