ولما كانت اللاقحة التى يتكون منها الفرد الجديد هى نتيجة اندماج الحيوان المنوى من الأب مع البويضة من الأم فإن الصفات الوراثية فى اللاقحة تكون بذلك امتزاجا للصفات الوراثية من الأب (٥٠ خ تقريبا) وللصفات الوراثية من الأم (٥٠ خ تقريبا).
وينشأ الفرد الجديد من البشر وبه هذا المزيج من الصفات الوراثية التى تجعله فردا له شخصيته (ذاتيته) التى لا يشاركه فيها إنسان غيره قط.
وكل فرد من البشر نسيج وحده فى كل صفاته.
ومن الناحية العلمية ثبت وراثيا أن الصبغيات (الكروموزومات) التى تتكون منها نواة اللاقحة تحمل فى طياتها على الجينات كل الصفات الخلقية (الجسمية) التي يتميز بها الفرد الجديد عن كل فرد آخر من سائر البشر يتميز بها وهو الجنين فى بطن أمه وبعد أن يولد وطول حياته حتى الموت ولو بلغ أرذل العمر.
ولو أن هذه الصفات التى تتسع لها الصبغيات على ضآلة حجمها لو أنها ترجمت إلى كلمات لما اتسع لتسجيلها عشرات المجلدات.
ومن هنا يتبين العمق الحقيقى لمدلول حديث النبى الأمى الذى لا ينطق عن الهوى فى قوله صلىاللهعليهوسلم : تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس.
قالها صلىاللهعليهوسلم قبل أن يعرف شيئا عن قوانين الوراثة ومدلولاتها وأبحاثها بعشرات المئات من السنين فسبحان من علمه ما لم يكن يعلم.
جاذبية الحيوان المنوى والبويضة
عند بدء الإخصاب وتكوين اللاقحة لوحظ فى الحالات الطبيعية وجود جاذبية بين الحيوان المنوى والبويضة فوجود الجاذبية هذه ضمان للإخصاب الذى يتم فى العادة بحيوان منوى واحد لا أكثر.
وعلى هذا الأساس تتم الجاذبية بين البويضة وبين حيوان منوى به صبغى جنسى