أما الفؤاد وهو الإدراك والتمييز فلا يتم إلا بعد ذلك.
وهكذا فالترتيب الذى جاءت به آيات القرآن هو ترتيب ممارسة هذه الحواس.
وفى سورة الإنسان : (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً) [الإنسان : ٢].
وأيضا ذكر القرآن الكريم فى هذه الآية السمع قبل البصر.
العين
قال الله تعالى فى سورة يوسف : (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (٨٤)) [يوسف : ٨٤].
حقيقة علمية طبية حديثة عن أثر الحزن العميق الذى يؤدى إلى حالة نفسية يزداد بسببها الضغط على العين فتصاب العين بضعف الإبصار شيئا فشيئا وقد يزول نهائيا وتبدو العين بيضاء كما قررت الآية وصدق الله العظيم.
وقال الله تعالى فى سورة الأحزاب : (أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللهُ أَعْمالَهُمْ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً) [الأحزاب : ١٩].
تشير هذه الآية الكريمة إلى حقيقة علمية طبية لم يكن سبيها معلوما عند نزول القرآن الكريم وهى دوران مقلة العين عند اقتراب الموت وعند الخوف.
ومن أسباب ذلك أن شدة الخوف تذهب الوعى فيبطل الإدراك فتختل المراكز العصبية اللاواعية فى منطقة المخ فيصير الخائف شبيها بحالة الذى يغشى عليه من الموت إذ تدور مقلته وتتسع حدقته وتثبت على اتساعها حتى يموت.