ويعطى الجسم والأنسجة فرصة للراحة والتخلص من كثير من الفضلات الضارة بالجسم كما أنه وقاية من كثير من الأمراض المختلفة.
بل إن الحشرات أيضا تصوم فعند ما تتغير الظروف البيئية المحيطة بالحشرة تبدأ فى الصيام فتمتنع عن تناول الغذاء وتقلل تحركاتها إلى أدنى حد فينتج عن ذلك انخفاض فى معدلات العمليات البيولوجية الأخرى فى جسم الحشرة كالتنفس والإفراز والتكاثر إلى حد الخمول وعدم النشاط تماما.
وتعتمد الحشرة فى هذه الفترة على المخزون الغذائى فى جسمها.
والحشرة بطبيعتها تلجأ إلى تناول أكبر قدر من الغذاء لتخزينه فى جسمها وتحتفظ بجزء منه فى صورة دهون وجليكوجين ليساعدها على البقاء فى هذه الحالة لمدة طويلة ويطلق على هذه السلوكيات التى تلجأ إليها الحشرة بظاهرة البيات.
ومن المعروف أن درجات الحرارة ترتفع وتنخفض حسب فصول السنة وكذا النسب المئوية للرطوبة ومعدلات الأمطار والضغط الجوى وسرعة الرياح وغيرها من الظروف الجوية التى يؤثر كل منها منفردا ومتكاملا مع غيره من العوامل المناخية على نشاط الحشرة وسلوكياتها المألوفة للمحافظة على حياتها وإصرارها على البقاء.
ولذا فإنه يلاحظ سلوكا عجيبا للحشرة قبل حلول الظروف المناخية التى لا تلائم معيشتها حيث تتغذى بشراهة وتبحث عن مأوى تختبئ فيه إذا حلت الظروف المناخية الغير ملائمة وتظل مستكنة فى مخبئها صائمة عن الطعام مكتفية بما فى جسمها من مخزون غذائى منتظرة عودة الظروف الملائمة لتخرج بعدها فى أى طور من أطوار حياتها لتعاود نشاطها وتمارس حياتها.
وهكذا يتحول الصوم عند الحشرات إلى مظهر من مظاهر إعجاز الله فى خلقه.
ونفس الشيء بالنسبة لبعض الحيوانات والطيور الأخرى حيث تتناول بعض الزواحف وجبات متباعدة جدا مثل بعض الثعابين أو يمتنع الحيوان عن الطعام خلال فترة المرض أو عند ما يريد الحيوان السفر والهجرة أو التكاثر كما فى سمك السالمون وبعض الطيور والثدييات وسبحان الخالق العظيم.